أحدث ليانغ وينفنغ، مؤسس شركة DeepSeek للذكاء الاصطناعي، ضجةً كبيرة في الصين والعالم، حيثُ احتُفل به كرمز وطني رقمي. نجحت شركته في منافسة عمالقة التكنولوجيا الأمريكية رغم مواردها المحدودة، باستخدام عدد قليل من رقاقات معالجة الذكاء الاصطناعي وفريق هندسي صغير الحجم.
نجاحٌ باهرٌ ومنافسةٌ شرسة
استطاع ليانغ، من خلال أبحاث DeepSeek، إثبات إمكانية بناء نماذج لغوية ضخمة باستخدام عدد أقل بكثير من رقاقات إنفيديا المتطورة، مقارنةً بالشركات الأمريكية. وقد أدى هذا الإنجاز إلى انخفاضٍ حادّ في القيمة السوقية لشركة إنفيديا بما يقارب 600 مليار دولار، مما أثار تساؤلاتٍ لدى المستثمرين حول جدوى الاستثمار الضخم في مراكز الحوسبة العملاقة للذكاء الاصطناعي.
احتفلت قرية ميليلينغ، مسقط رأس ليانغ في مقاطعة قوانغدونغ، بعودته بعد عطلة رأس السنة القمرية الجديدة. وقد زُيّنت القرية بلافتاتٍ احتفالية تُبرز إنجازاته، وتحوّل منزل عائلته إلى مكانٍ يجذب الزوار الذين يرغبون في معرفة المزيد عن هذا الرجل الذي أربك كبرى شركات وادي السيليكون.
رحلةٌ من القرية إلى العالمية
من عائلةٍ متواضعةٍ إلى التفوق العلمي
ينتمي ليانغ لعائلة أكاديمية، حيث كان جده ووالداه من المعلمين. يُذكر أنه كان طالبًا هادئًا ومتميزًا في الرياضيات، مُعجبًا بقراءة القصص المصورة. تخرج من جامعة تشجيانغ عام 2010، حاصلًا على بكالوريوس وماجستير في علوم الحاسوب، مع أطروحةٍ بحثيةٍ حول خوارزميات كشف الحركة.
من عالم التداول إلى ثورة الذكاء الاصطناعي
بعد تخرجه، عمل ليانغ في مجال التداول الآلي للأسهم، مؤسسًا صندوق High-Flyer للتحوط عام 2015، الذي أصبح أحد أكبر أربعة صناديق استثمار كمية في الصين. استغلّ ليانغ ثروته المكتسبة من هذا المجال لإنشاء DeepSeek عام 2023، مستفيدًا من خبراتِه ومهاراتِه التقنية. يُوصف ليانغ بأنه مهندسٌ بارعٌ لا يزال يكتب الاكواد البرمجية بنفسه يوميًا.
يُعلن ليانغ عن هدفه في الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، وهو ما تطمح إليه شركاتٌ كبرى مثل OpenAI. هذا يعني تطوير أنظمةٍ قادرةٍ على التفكير النقدي على غرار البشر.
بين دعم الحكومة الصينية وقلق واشنطن
تحظى DeepSeek بدعمٍ حكوميٍّ صينيّ، وقد حظي ليانغ شخصيًا باحترامٍ رسميّ، مُلتقيًا برئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ. في المقابل، أثار نجاح ليانغ قلقًا في الولايات المتحدة، حيثُ دعا بعض المُشرّعين الأمريكيين إلى فرض قيودٍ على وصول الصين إلى رقاقات إنفيديا المتقدمة.
الصمتُ سيد الموقف
على الرغم من كل ذلك، يُحافظ ليانغ على صمته، وهو ما يُعكس شخصيته. يُوصف بأنه قادرٌ على التحدث لساعاتٍ طويلة عندما يكون الموضوع مُثيرًا له، ولكنه قد يصمتُ فجأةً وهو يفكر بعمق. لم تُعلق DeepSeek على الاتهامات التي وُجّهت إليها من قبل المنافسين الأمريكيين، والتي تتعلق بـ سرقة التكنولوجيا والبيانات، وكونها أداةً في يد الدولة الصينية. يبقى ليانغ وينفنغ لغزًا مثيرًا للاهتمام.
في النهاية، تبقى قصة ليانغ وينفنغ قصةً مُلهمةً عن الإصرار والتفوق، قصةً عن الشاب من قريةٍ متواضعةٍ أصبح رائدًا عالميًا في مجال الذكاء الاصطناعي.
ملخص المقال:
- ✨ ليانغ وينفنغ، مؤسس DeepSeek، يُحتفى به في الصين كبطل وطني رقمي.
- ✨ نجحت DeepSeek في منافسة كبرى شركات التكنولوجيا الأمريكية باستخدام موارد محدودة.
- ✨ تسببت DeepSeek في انخفاضٍ حادّ في قيمة إنفيديا السوقية.
- ✨ ليانغ من عائلة متواضعة، درس علوم الحاسوب، وعمل في مجال التداول قبل تأسيس DeepSeek.
- ✨ يسعى ليانغ لتحقيق الذكاء الاصطناعي العام (AGI).
- ✨ يحظى ليانغ بدعمٍ حكوميٍّ صينيّ، لكن نجاحه أثار قلق الولايات المتحدة.
- ✨ يُحافظ ليانغ على صمته حيال الاتهامات الموجهة لـ DeepSeek.
اقرأ المزيد حول الذكاء الاصطناعي و DeepSeek على موقعنا.