يُعرف اليورانيوم المنضب بأنه ناتج ثانوي لعملية تخصيب اليورانيوم الطبيعي، حيث يتم استخدام أجهزة الطرد المركزي لزيادة تركيز نظير اليورانيوم-235 القابل للانشطار، المُستخدم في المفاعلات النووية والأسلحة. تتخلف بعد العملية كمية من اليورانيوم تحتوي على نسبة ضئيلة (أقل من 0.3%) من اليورانيوم-235، ونسبة عالية من اليورانيوم-238 (تصل إلى 99.7%)، وهذا ما يُعرف باليورانيوم المنضب.

خصائص اليورانيوم المنضب واستخداماته

يتميز اليورانيوم المنضب بكثافته العالية، التي تفوق كثافة الرصاص بنسبة 65%. وعلى عكس اليورانيوم المُخصب، فهو قليل الإشعاع، حيث يصدر جزيئات ألفا يمكن حجبها بورقة مقوى فقط. ومع ذلك، فهو مادة سامة تشبه الرصاص، وتُشكل خطورة عند استنشاقها أو ابتلاعها، حيث تتراكم في الكلى والكبد مُسببةً فشلاً كلوياً أو تلفاً خلوياً. كما يرتبط التعرض المزمن له بزيادة خطر الإصابة بالسرطان.

بفضل كثافته العالية، يُستخدم اليورانيوم المنضب في صناعة الأسلحة الخارقة للدروع، حيث يشتعل عند الاصطدام، مما يزيد من قوة الانفجار. كما لديه استخدامات مدنية، فهو يُستخدم في أجهزة العلاج الإشعاعي لمنع انتشار الإشعاعات وحماية الطاقم الطبي، لأنه يمتص الإشعاعات. كذلك يُستخدم في حاويات نقل المواد المشعة، وفي موازنة الطائرات والسفن نظراً لكثافته العالية.

آثاره الضارة والوقاية منها

عند انفجار اليورانيوم المنضب، يتفتت ويندفع على شكل مقذوفات عالية السرعة تخترق الدروع، ويشتعل تلقائياً عند ملامسته للهواء، مُطلقاً جسيمات تتناثر في البيئة. تنتشر هذه الجسيمات في الهواء والتربة، مُسببةً تلوثاً يدوم لآلاف السنين، مما يُؤدي إلى تلوث التربة وجعلها سامة للحيوانات والنباتات. كما يمكن أن تتسرب إلى المياه الجوفية والسطحية، مُهددةً النظام البيئي وصحّة الإنسان.

يُعتبر التخلص من اليورانيوم المنضب عملية معقدة ومكلفة تتضمن إزالة التربة الملوثة ودفنها في مواقع مخصصة محاطة بطبقات عازلة، ومعالجة مصادر المياه المتأثرة، بالإضافة إلى المراقبة المستمرة لمستويات الإشعاع.

على الرغم من فوائد اليورانيوم المنضب في المجالات المدنية، إلا أن استخدامه العسكري يُسبب مشاكل بيئية وصحية خطيرة وطويلة الأمد. ورغم الجهود الدولية للحد من استخدامه، إلا أن توفره كمنتج رخيص وخصائصه الفيزيائية الفريدة تُزيد من تعقيد هذه المشكلة.


ختاماً، يُشكل اليورانيوم المنضب تحدياً بيئياً وصحياً عالمياً يتطلب جهوداً دولية متضافرة للحد من استخدامه غير المنضبط والعمل على تطوير تقنيات فعالة للتخلص من آثاره الضارة.