كثيرًا ما نرى شركات تصنيع الرامات تتنافس في الإعلان عن سرعات فائقة، لكن هل هذه السرعة هي كل ما يهم حقًا عند اختيار ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) لجهازك؟ في الواقع، الأمر ليس بهذه البساطة. قد تساهم السرعة في تحسين أداء بعض الألعاب، إلا أنها ليست العامل الحاسم دائمًا. دعنا نتحدث بصراحة، هناك جوانب أخرى أكثر أهمية أو على الأقل تضاهي السرعة في التأثير على تجربة اللعب والأداء العام للحاسوب.
قد تتساءل، "هل هذا يعني أن الرامات السريعة لا فائدة منها؟" بالطبع لا! ولكن من الضروري أن نفهم الصورة كاملة. فالتركيز على السرعة وحدها قد يكون بمثابة حيلة تسويقية، خاصة إذا كنت من عشاق الألعاب. بالتأكيد، الترقية من DDR4 إلى DDR5 تعتبر خطوة إيجابية، ولكنها ليست بالضرورة الأولوية القصوى. في هذا المقال، سنستعرض ثلاثة عوامل أخرى تفوق سرعة الرامات أهمية أو تضاهيها، لتتمكن من اتخاذ قرار شراء مدروس ومناسب لاحتياجاتك.
تبديد وهم السرعة: ما الذي يجب أن توليه اهتمامك؟
أولًا: قوة المعالج وكارت الشاشة
لا يمكن مقارنة أهمية سرعة الرامات بأهمية المعالج المركزي (CPU) وكارت الشاشة (GPU). هذان المكونان هما العمود الفقري لأداء الألعاب. كارت الشاشة يتولى مهمة عرض الصور، معالجة الإضاءة والظلال والمؤثرات البصرية، بينما يدير المعالج المركزي العمليات الحسابية والفيزيائية التي تضمن سلاسة واستقرار اللعبة. إذا كان أي من هذين المكونين يعاني من ضعف، فستواجه ما يعرف بـ "عنق الزجاجة " (Bottleneck)، وهي مشكلة لا يمكن حلها بمجرد زيادة سرعة الرامات.
لذا، قبل أن تستثمر مبلغًا كبيرًا في شراء رامات DDR5 فائقة السرعة، تأكد أولًا من أن لديك معالجًا مركزيًا وكارت شاشة قويين. وإلا، فإن الترقية من DDR4 بسرعة 3200 ميجاهرتز إلى DDR5 قد لا تحدث فرقًا ملحوظًا في معدل الإطارات (FPS). بالإضافة إلى ذلك، إذا كنت تمتلك معالجًا من سلسلة X3D، مثل 5800X3D أو 7800X3D أو حتى 9800X3D ، فإن ذاكرة الكاش الكبيرة من نوع L3 ستعوضك إلى حد كبير عن الحاجة إلى رامات فائقة السرعة.
ثانيًا: السعة أولًا، ثم السرعة
الألعاب الحديثة، خاصة تلك التي تنتمي إلى فئة AAA، تتطلب 16 جيجابايت من الرام كحد أدنى لكي تعمل بسلاسة على دقة 1080p أو حتى 1440p في كثير من الأحيان. بعض الألعاب الطموحة مثل Black Myth: Wukong قد تتطلب 32 جيجابايت من الرام للحصول على تجربة لعب مثالية، خاصة عند تفعيل تقنيات تتبع الأشعة وزيادة دقة العرض. لذلك، بدلًا من التركيز على زيادة سرعة الرام، الأفضل أن تولي اهتمامًا أكبر لزيادة السعة. هذا سيقلل من فرص حدوث تقطيع أو انخفاض في معدل الإطارات، ويمنحك مساحة أكبر لتشغيل تطبيقات أخرى في الخلفية دون التأثير على أداء اللعبة.
ثالثًا: لا تهمل زمن التأخير (Latency)
السرعة ليست العامل الوحيد الذي يحدد أداء الرامات. زمن التأخير (CAS Latency أو CL) يلعب دورًا هامًا أيضًا. على الرغم من أن أسعار رامات DDR5 أصبحت معقولة، إلا أن الحصول على وحدات ذات زمن تأخير منخفض يتطلب دفع المزيد. قد تجد رامات DDR5 بسرعة 6000 ميجاهرتز وسعة 32 جيجابايت بسعر مناسب، ولكن مجموعات أخرى بنفس السرعة قد تكون أغلى بـ 30 إلى 50 دولارًا. والسبب هو أن هذه الأخيرة تأتي بزمن تأخير أقل. الرامات الأرخص غالبًا ما تأتي بـ CL36، بينما الموديلات الأفضل تأتي بـ CL30 أو أقل.
قيمة CL36 تعني أن الرامات تحتاج إلى 36 دورة معالجة للوصول إلى البيانات أو تنفيذ أمر ما، مما يجعلها أبطأ من رامات CL30 أو أقل. في الواقع، رامات DDR5 بسرعة 6400 ميجاهرتز وCL30 غالبًا ما تكون أسرع من رامات DDR5 بنفس السرعة ولكن بتوقيت CL36، خاصة في الألعاب التي تعتمد بشكل كبير على المعالج. بشكل عام، إذا كان زمن التأخير أقل من CL36، فلا داعي للقلق بشأن الأداء. ولكن تجنب شراء وحدات DDR5 بتردد مرتفع ولكن بتوقيت CL40، لأنها قد تكون أبطأ بنسبة تصل إلى 10% مقارنة بوحدات CL36.
- ✓✓° قوة المعالج وكارت الشاشة أهم من سرعة الرامات.
- ✓✓° سعة الرامات يجب أن تكون الأولوية قبل السرعة.
- ✓✓° زمن التأخير (CAS Latency) يؤثر بشكل كبير على الأداء.
- ✓✓° في ألعاب AAA على دقة 4K، لن تلاحظ فرقًا كبيرًا في الأداء عند الترقية إلى رامات أسرع إذا كنت تستخدم DDR5 بالفعل.
- ✓✓° في ألعاب الرياضات الإلكترونية على شاشة 1080p، سرعة الرام تلعب دورًا أكبر.
في الختام، سرعة الرامات ليست العامل الوحيد الذي يجب أن تعتمد عليه عند اختيار الذاكرة العشوائية لجهازك. الأهم هو تحقيق توازن بين السرعة والسعة وزمن التأخير، مع الأخذ في الاعتبار قوة المعالج وكارت الشاشة ونوع الألعاب التي تلعبها. تذكر أن الهدف هو الحصول على أفضل تجربة لعب ممكنة، وليس مجرد شراء أسرع رامات في السوق. يمكنك أيضاً الاطلاع على مقالات أخرى حول كيفية اختيار قطع الكمبيوتر المناسبة أو أفضل الممارسات لتحسين أداء الكمبيوتر للحصول على معلومات إضافية.
قم بالتعليق على الموضوع