في عالمنا المعاصر، تتشابك العلاقات بين الدول وتتأثر بشتى العوامل، من السياسة والاقتصاد إلى الثقافة والتاريخ. وتلعب الصورة الذهنية التي يحملها شعوب العالم عن دولة ما دورًا حاسمًا في تحديد مكانتها وتأثيرها على الساحة الدولية. مؤخرًا، كشف تقرير استطلاعي عن مفاجأة: العراق يحتل المرتبة الثامنة بين أكثر الدول التي لا تحظى بشعبية على مستوى العالم. دعونا نتعمق في تفاصيل هذا التقرير ونستكشف الأسباب الكامنة وراء هذه النتيجة.
العراق ثامن أكثر دولة "مكروهة" من شعوب العالم.. والسبب؟
التقرير الصادر عن مؤسسة "وورلد بيبوليشن ريفيو" يسلط الضوء على حقيقة أن آراء الناس حول العالم تتشكل بناءً على عوامل متعددة. هذه العوامل تشمل تصرفات الحكومات والجيوش، الممارسات الثقافية والدينية، وحتى سلوك السياح القادمين من تلك الدول. هذه الآراء قد تكون إيجابية، مما يمنح الدولة شعبية واسعة، أو سلبية، مما يجعلها توصف بأنها "مكروهة بشدة" من قبل الآخرين. من الواضح أن السمعة تلعب دورًا كبيرًا في تحديد مدى تقبل العالم لدولة معينة.
الدول الثلاث الأكثر كراهية: نظرة عن كثب
وفقًا للتقرير، تبرز ثلاث دول بشكل خاص كأكثر الدول كراهية في العالم: الصين وروسيا والولايات المتحدة. يمكن تفسير ذلك جزئيًا بحجم هذه الدول ونفوذها وهيمنتها على الساحة العالمية. احتلت الصين المرتبة الأولى كأكثر دولة مكروهة، تليها الولايات المتحدة في المرتبة الثانية وروسيا في المرتبة الثالثة. هذا لا يعني بالضرورة أن سياسات هذه الدول هي السبب الوحيد، بل أيضًا تأثيرها العالمي الواسع يجعلها محط أنظار وانتقادات.
نظرة على ترتيب الدول الأخرى في القائمة
بعد الثلاثي المذكور، تأتي كوريا الشمالية في المرتبة الرابعة، تليها إسرائيل في المرتبة الخامسة. ثم نجد باكستان في المرتبة السادسة، وإيران في المرتبة السابعة. وهنا نصل إلى العراق، الذي يحتل المرتبة الثامنة عالميًا والأولى عربيًا في هذه القائمة المثيرة للجدل. وتتبع العراق في الترتيب سوريا في المرتبة التاسعة، ثم الهند في المرتبة العاشرة. من المثير للاهتمام ملاحظة التوزيع الجغرافي والسياسي للدول المدرجة في هذه القائمة.
تحليل أعمق لأسباب الكراهية
القائمة الكاملة تضم أكثر من 30 دولة "مكروهة" حول العالم. على المستوى العربي، بعد العراق وسوريا، تأتي السعودية في المرتبة الثالثة عربيًا والـ13 عالميًا، تليها قطر في المرتبة الرابعة عربيًا والـ23 عالميًا، ثم الجزائر في المرتبة الخامسة عربيًا والـ26 عالميًا. اللافت للنظر هو وجود الفاتيكان في المرتبة الـ30 عالميًا، مما يثير تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء ذلك.
لماذا إسرائيل؟
يشير التقرير إلى أن كراهية إسرائيل مرتبطة بالصراع الإقليمي المستمر مع فلسطين، وكذلك بالسياسات التي تنتهجها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة. يرى الكثيرون أن إسرائيل تستخدم الولايات المتحدة، حليفتها الأكبر، كأداة لتنفيذ سياساتها. من بين القضايا التي تثير انتقادات واسعة: المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، ومعاملة اللاجئين الفلسطينيين، وسياسة "الاغتيالات المستهدفة". لمعرفة المزيد عن السياسات الإسرائيلية وتأثيرها على المنطقة.
نظرة على إيران
يصف التقرير الاستطلاعي كراهية إيران بأنها مشابهة لكراهية باكستان وإسرائيل. يرجع ذلك إلى اتهامات بانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، ومحاولات إثارة الفتنة في الدول التي تتعارض مع توجهاتها الدينية، ودعم الإرهاب. هذه الاتهامات تثير جدلاً واسعًا وتؤثر بشكل كبير على صورة إيران في العالم. يمكن البحث عن انتهاكات حقوق الإنسان لمعرفة المزيد.
العراق: بين داعش والحكومات المستبدة
أما بالنسبة للعراق، فيشير التقرير إلى أن مستوى الكراهية تجاهه مماثل لمستوى الكراهية تجاه إيران. يعزو التقرير ذلك بشكل رئيسي إلى تنظيم داعش الذي تأسس في العراق، بالإضافة إلى "دكتاتورية واستبدادية الحكومات العراقية" على مر التاريخ. يتحدث التقرير عن "سجل واسع لانتهاكات حقوق الإنسان، ولا سيما في عهد صدام حسين". هذه الصورة القاتمة تساهم في تشويه سمعة العراق وتجعله عرضة للانتقادات والكراهية. يمكنك البحث عن حقوق الإنسان في العراق لمعرفة المزيد حول هذا الموضوع الحساس.
- ✓✓° العراق يحتل المرتبة الثامنة عالميًا كأكثر الدول "المكروهة".
- ✓✓° الصين، روسيا، والولايات المتحدة تتصدر قائمة الدول الأكثر كراهية.
- ✓✓° كراهية إسرائيل مرتبطة بالصراع مع فلسطين وسياساتها في الأراضي المحتلة.
- ✓✓° إيران متهمة بانتهاكات حقوق الإنسان ودعم الإرهاب.
- ✓✓° العراق يعاني من تداعيات داعش وتاريخ الحكومات المستبدة.
في الختام، من المهم أن ندرك أن هذه التصنيفات تعكس تصورات وآراء قد تكون مبنية على معلومات غير دقيقة أو أحكام مسبقة. ومع ذلك، يجب أن تؤخذ هذه التقارير على محمل الجد كفرصة للدول لتقييم صورتها في العالم والعمل على تحسينها من خلال تعزيز حقوق الإنسان، وتعزيز الشفافية، والانخراط في حوار بناء مع المجتمع الدولي.
