وصف المدون

مبتكر مبسط

إعلان الرئيسية

Accueil كيف يتم تحديد مواقع إطلاق الصواريخ؟ تقنيات متطورة تكشف المستور

كيف يتم تحديد مواقع إطلاق الصواريخ؟ تقنيات متطورة تكشف المستور

عندما يتعلق الأمر بتحديد مواقع إطلاق الصواريخ، وخاصة تلك التي تطلقها إيران، لا تعتمد الجهات المعنية على أسلوب واحد أو تقنية منفردة. بل هو تضافر جهود وأنظمة متكاملة تعمل معًا لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات وتحليلها بدقة متناهية. الهدف؟ تحديد نقطة الانطلاق بدقة عالية، سواء كان ذلك في وضح النهار أو في جنح الليل.

حتى ليلاً.. كيف يتم تحديد أماكن إطلاق الصواريخ الإيرانية؟

هذه الأنظمة تشمل مجموعة متنوعة من الأدوات والتقنيات، بدءًا من الأقمار الصناعية التي تدور في الفضاء، وصولًا إلى الرادارات الأرضية المتمركزة على طول الحدود، والطائرات المسيرة التي تحلق في سماء المنطقة، وحتى الجواسيس الذين يزرعون الكاميرات وأجهزة الاستشعار في مواقع قريبة من الهدف. دعونا نتعمق في استكشاف هذه التقنيات وكيفية عملها:

1. الأقمار الصناعية: العيون التي لا تنام في الفضاء

تعتبر الأقمار الصناعية حجر الزاوية في عمليات المراقبة العالمية. إنها توفر تغطية واسعة ومستمرة للأرض، مما يجعلها أداة لا تقدر بثمن في رصد أي نشاط مشبوه. هناك ثلاثة أنواع رئيسية من الأقمار الصناعية المستخدمة في رصد إطلاق الصواريخ:

أ. الأقمار الصناعية ذات الكاميرات البصرية: صور عالية الدقة من الفضاء

تستخدم هذه الأقمار كاميرات متطورة لالتقاط صور عالية الدقة لسطح الأرض. عادة ما تعمل هذه الأقمار في النهار أو في ظروف الإضاءة الجيدة، وتوضع في مدارات منخفضة (LEO) على ارتفاع يتراوح بين 200 و 800 كيلومتر. يمكن أن تصل دقة الصور التي تلتقطها إلى 30 سنتيمتراً، مما يسمح برؤية تفاصيل دقيقة مثل مواقع الإطلاق المحتملة، المركبات العسكرية، أو البنية التحتية الهامة. على سبيل المثال، أقمار مثل "WorldView-4" توفر صوراً بصرية عالية الوضوح لرصد تحركات المعدات العسكرية .

العيوب: لا تعمل بكفاءة في الليل أو في الظروف الجوية السيئة مثل الغيوم الكثيفة.

ب. الأقمار الصناعية الحرارية (الأشعة تحت الحمراء): كشف الحرارة في الظلام

تعتمد هذه الأقمار على كاميرات الأشعة تحت الحمراء لرصد الحرارة الناتجة عن إطلاق الصواريخ، حتى في الظلام الدامس أو تحت الغطاء السحابي. تكتشف هذه الأقمار التغيرات الحرارية الناتجة عن محركات الصواريخ، والتي تصل حرارتها إلى آلاف الدرجات، مما يجعلها مرئية بوضوح. أنظمة مثل SBIRS (نظام الأشعة تحت الحمراء الفضائية) تُستخدم لهذا الغرض، ودقتها الحرارية تكفي لتحديد موقع الإطلاق بدقة تصل إلى بضعة أمتار.

الميزة: فعالة ليلاً وفي الظروف الجوية السيئة.

ج. الأقمار الرادارية (SAR): الرؤية في جميع الأحوال الجوية

تستخدم الأقمار الرادارية تقنية الرادار ذو الفتحة الاصطناعية (Synthetic Aperture Radar) لإنتاج صور ثلاثية الأبعاد لسطح الأرض بغض النظر عن الإضاءة أو الطقس. تُوضع هذه الأقمار في مدارات منخفضة (400-800 كيلومتر) وتوفر دقة تصل إلى 1 متر أو أقل. تُستخدم لمراقبة التغيرات في التضاريس أو اكتشاف منصات الإطلاق المتنقلة. أقمار مثل Sentinel-1 أو COSMO-SkyMed تُستخدم لهذا الغرض.

الميزة: تعمل في جميع الأوقات والظروف الجوية.

2. المسيّرات المتخفية: المراقبة عن قرب وبصمت

تلعب المسيّرات (الطائرات بدون طيار) دورًا حيويًا في مراقبة مواقع الإطلاق المحتملة عن قرب. المسيّرات المتخفية مثل RQ-170 Sentinel أو المسيّرات الإسرائيلية Hermes 900 مزودة بتقنيات التخفي، مما يجعل اكتشافها أمرًا صعبًا. تحمل هذه المسيّرات كاميرات بصرية وحرارية، وتعمل على ارتفاعات منخفضة إلى متوسطة. تُستخدم لمراقبة المناطق المشتبه بها، مثل المنشآت العسكرية أو المناطق النائية التي قد تُستخدم لإطلاق الصواريخ. توفر هذه المسيّرات بيانات في الوقت الحقيقي، مما يساعد في تأكيد المعلومات التي تم الحصول عليها من الأقمار الصناعية.

الميزة: دقة عالية جدًا وقدرة على التحليق لفترات طويلة (تصل إلى 24 ساعة).

العيوب: نطاق تغطية محدود مقارنة بالأقمار الصناعية.

3. الجواسيس الأرضيون والكاميرات التجسسية: معلومات من الداخل

لا يمكن الاستهانة بدور الاستخبارات البشرية (HUMINT) في تحديد مواقع إطلاق الصواريخ. يتم نشر جواسيس أو عملاء ميدانيين في مناطق استراتيجية لمراقبة التحركات العسكرية. يتم دعم هؤلاء العملاء بكاميرات تجسسية بصرية وحرارية مزروعة في مواقع حساسة، مثل الطرق المؤدية إلى منصات الإطلاق أو القواعد العسكرية. هذه الكاميرات صغيرة الحجم ومزودة بتقنيات التخفي، وتعمل على إرسال بيانات مباشرة عبر شبكات آمنة.

الميزة: توفر معلومات دقيقة عن التحركات البشرية واللوجستية.

العيوب: تعتمد على المخاطرة البشرية وقد تكون محدودة في المناطق النائية.

4. الرادارات الأرضية: تتبع الصواريخ بعد الإطلاق

بعد إطلاق الصاروخ، تبدأ الرادارات الأرضية في العمل. أنظمة الرادار مثل AN/TPY-2 أو Aegis تستطيع التقاط مسار الصاروخ، تحديد زاوية الإطلاق، وتتبع نقطة الانطلاق. تعمل هذه الرادارات على مبدأ انعكاس الموجات الكهرومغناطيسية، مما يتيح تحديد موقع الإطلاق بدقة تصل إلى بضعة أمتار. تُنشر هذه الرادارات في مواقع استراتيجية، مثل الحدود أو السفن الحربية في البحر.

الميزة: سرعة الاستجابة والدقة في تتبع الصواريخ.

العيوب: تعتمد على الإطلاق الفعلي للصاروخ.

تُجمع البيانات من الأقمار الصناعية، المسيّرات، الجواسيس، الكاميرات التجسسية، والرادارات في مراكز قيادة مركزية. تُستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة لدمج هذه المعلومات وتحليلها. على سبيل المثال:

  • الصور البصرية تُستخدم لتحديد مواقع منصات الإطلاق المحتملة.
  • البيانات الحرارية تؤكد عملية الإطلاق من خلال رصد الحرارة.
  • الرادارات الأرضية توفر بيانات دقيقة عن نقطة الانطلاق.
  • الاستخبارات البشرية تضيف سياقًا عن التحركات اللوجستية.

يتم تحليل هذه البيانات باستخدام خوارزميات متقدمة لتحديد الموقع بدقة تصل إلى أمتار قليلة، حتى في المناطق النائية أو أثناء الليل.

  • ✓✓° الأقمار الصناعية توفر تغطية واسعة ومستمرة للأرض.
  • ✓✓° المسيّرات المتخفية تسمح بالمراقبة عن قرب وبدقة عالية.
  • ✓✓° الجواسيس الأرضيون يقدمون معلومات دقيقة عن التحركات اللوجستية.
  • ✓✓° الرادارات الأرضية تتتبع الصواريخ بعد الإطلاق وتحدد نقطة الانطلاق.
  • ✓✓° الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة يدمجان المعلومات لتحديد الموقع بدقة.

في الختام، تحديد مواقع إطلاق الصواريخ هو عملية معقدة تعتمد على تضافر جهود العديد من التقنيات والمصادر. من خلال الجمع بين قوة الأقمار الصناعية، ودقة المسيّرات، ومعلومات الاستخبارات البشرية، وسرعة الرادارات، يمكن الحصول على صورة كاملة ودقيقة للنشاط الصاروخي، مما يسمح باتخاذ الإجراءات المناسبة.

Aucun commentaire
Enregistrer un commentaire

إعلان وسط الموضوع

ad

إعلان أخر الموضوع

Ad
Back to top button