شهد عالم المال إنجازاً تاريخياً جديداً يوم الأربعاء الماضي، حيث أصبح الملياردير إيلون ماسك أول شخص في التاريخ تتجاوز صافي ثروته حاجز الـ 500 مليار دولار أمريكي. هذا الرقم القياسي يضعه في صدارة أغنى الأثرياء على كوكب الأرض، ويؤكد مكانته كقوة دافعة وراء ابتكارات ضخمة في مجالات متعددة. اعتباراً من الساعة 3:30 مساءً بالتوقيت الشرقي، وصلت ثروته إلى نصف تريليون دولار، وهو ما يجعله يبتعد بـ 150 مليار دولار عن أقرب منافسيه، مما يفتح الباب أمام تساؤلات حول إمكانية أن يصبح أول تريليونير في العالم.
- ✅ تحقيق إنجاز مالي غير مسبوق بتجاوز صافي الثروة حاجز الـ 500 مليار دولار للمرة الأولى عالمياً.
- ✅ الارتفاع المتواصل لأسهم شركة تسلا، التي تساهم بشكل كبير في تعزيز قيمة ثروته الشخصية.
- ✅ متابعة الاستثمارات الكبرى واحتمالية حزمة تعويضات جديدة ضخمة قد تضخّم ثروته لتتجاوز التريليون دولار مستقبلاً.
- ✅ تسجيل سلسلة من الأرقام القياسية في الثروة منذ عام 2020، مما يعكس النمو المتسارع لأعماله.
المحرك الرئيسي وراء هذا الارتفاع: أسهم تسلا
كان الارتفاع الأخير في ثروة إيلون ماسك مدفوعًا بشكل كبير بأداء أسهم شركة تسلا، حيث ارتفعت بنحو 4% يوم الأربعاء، مضيفة ما يقدر بـ 9.3 مليار دولار إلى صافي ثروته. يعود جزء من هذا التفاؤل المستمر لدى المستثمرين إلى التوقعات بإعادة تركيز ماسك الكامل على تسلا. يذكر أن سعر سهم الشركة المصنعة للسيارات الكهربائية قد تضاعف تقريباً منذ إعلانه السابق في مكالمة الأرباح التي أفاد فيها بنيته التخفيف من دوره التنظيمي في الإدارات الحكومية (في إشارة إلى دوره السابق) للتركيز بشكل أكبر على تسلا. حالياً، تبلغ حصة ماسك البالغة 12% في الشركة حوالي 191 مليار دولار، مع اقتراب القيمة السوقية لتسلا من مستوياتها القياسية التي سجلتها في ديسمبر الماضي.
لا يشمل هذا التقييم خيارات الأسهم الضخمة القائمة على الأداء ضمن حزمة تعويضات ماسك لعام 2018، والتي كانت ستبلغ قيمتها 133 مليار دولار اليوم لو لم يقم قاضٍ في ولاية ديلاوير بإلغاء الجائزة في يناير 2024. وعلى الرغم من تعليق فوربس لتقييم 50% من هذه الخيارات انتظاراً لنتيجة استئناف ماسك أمام المحكمة العليا في ديلاوير، فإن مجلس إدارة تسلا اقترح في سبتمبر حزمة رواتب جديدة قد تمنحه أسهمًا إضافية تصل قيمتها إلى تريليون دولار (قبل احتساب الضرائب)، شريطة تحقيق تسلا إنجازات "مذهلة" تزيد قيمتها السوقية بأكثر من ثمانية أضعاف على مدى عشر سنوات.
مسيرة إنجازات غير مسبوقة في الثروة
وصول صافي ثروة إيلون ماسك إلى 500 مليار دولار هو مجرد محطة جديدة في سلسلة من النمو المذهل الذي شهده خلال السنوات القليلة الماضية. ففي مارس 2020، كانت ثروته تبلغ 24.6 مليار دولار فقط. ثم قفز ليصبح خامس شخص تتجاوز ثروته 100 مليار دولار في أغسطس 2020. أصبح أغنى شخص في العالم لأول مرة في يناير 2021 بثروة بلغت 190 مليار دولار تقريباً. وفي سبتمبر 2021، انضم إلى نادي الـ 200 مليار دولار، ليصبح ثالث شخص يحقق ذلك بعد جيف بيزوس وبرنار أرنو. لم تتوقف المسيرة التصاعدية، حيث وصل إلى 300 مليار دولار في نوفمبر 2021، ثم تجاوز عتبة الـ 400 مليار دولار في ديسمبر 2024، وصولاً إلى هذا الإنجاز التاريخي الجديد.
ما هو العامل الأساسي الذي يدعم القيمة السوقية الضخمة لشركة تسلا؟
العامل الأساسي هو ثقة المستثمرين الهائلة في رؤية ماسك المستقبلية للتحول نحو السيارات الكهربائية والابتكار التكنولوجي (مثل القيادة الذاتية)، بالإضافة إلى النجاحات التشغيلية المتتالية للشركة مقارنة بالمنافسين التقليديين في صناعة السيارات.
كم كانت ثروة إيلون ماسك في بداية جائحة كوفيد-19 تقريباً؟
في مارس 2020، أي في بداية الفترة التي شهدت اضطرابات اقتصادية عالمية بسبب الجائحة، كانت ثروة إيلون ماسك تقدر بحوالي 24.6 مليار دولار فقط، مما يوضح النمو الهائل الذي حققته أعماله منذ ذلك الحين.
ما هي حزمة التعويضات المثيرة للجدل التي قد ترفع ثروته مستقبلاً؟
إنها حزمة تعويضات 2018 التي تمنحه أسهمًا إضافية ضخمة إذا حققت تسلا أهداف نمو "مذهلة"، بالإضافة إلى حزمة مقترحة جديدة من مجلس الإدارة يمكن أن تصل قيمتها الإجمالية إلى تريليون دولار في حال تحقق الأداء المطلوب.
هل يستطيع إيلون ماسك أن يصبح أول تريليونير في العالم بناءً على هذه الأرقام؟
نظرياً، نعم. بوجود فارق 150 مليار دولار عن أقرب منافسيه، ومسار نمو أسهم تسلا القوي، واحتمالية تفعيل الحزم الضخمة للتعويضات، فإن الطريق نحو تحقيق ثروة التريليون دولار يبدو ممكناً جداً في المستقبل المنظور، خاصة مع استمرار ابتكاراته.
من هم الأثرياء الآخرون الذين سبقوا ماسك لتجاوز عتبة 200 مليار دولار؟
قبل ماسك، كان كل من جيف بيزوس (مؤسس أمازون) وبرنار أرنو (مؤسس مجموعة LVMH للسلع الفاخرة) هما الشخصان الوحيدان اللذان تخطيا حاجز الـ 200 مليار دولار في الثروة.
🔎 إن وصول إيلون ماسك إلى صافي ثروة نصف تريليون دولار ليس مجرد رقم مالي عابر؛ بل هو انعكاس مباشر لقوة أسواق التكنولوجيا المبتكرة وتأثير الشركات التي تضع رؤى جريئة للمستقبل، مثل تسلا وسبيس إكس. يبقى التحدي الأكبر الذي يواجهه هو الحفاظ على هذا النمو المتسارع وتحقيق أهدافه المستقبلية الطموحة، سواء كانت تتعلق بالوصول إلى تريليون دولار أو بتنفيذ رؤيته لتغيير قطاعات النقل والطاقة والفضاء، مما يجعل متابعة مسيرته أمراً لا غنى عنه في عالم الأعمال الحديث.
قم بالتعليق على الموضوع