يُعد صاروخ سام-7 (SA-7 Strela)، الذي تم تطويره في الحقبة السوفيتية خلال سبعينيات القرن الماضي، نموذجاً بارزاً لأسلحة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف (MANPADS). تم تصميم هذا النظام خصيصاً لمواجهة الطائرات والمروحيات التي تحلق على ارتفاعات منخفضة جداً، مما يجعله تهديداً مباشراً للطيران التكتيكي والعمليات القريبة من الأرض. إن بساطته المتأصلة وقابليته للنقل السريعة عززت من انتشاره في العديد من الصراعات حول العالم.
- ✅ يتميز صاروخ سام-7 بمدى تشغيلي يصل إلى حوالي 4.2 كيلومتر أفقياً وارتفاع أقصى للاعتراض يبلغ 2.3 كيلومتر.
- ✅ يعتمد الصاروخ على آلية توجيه حراري سلبي، حيث يستهدف الإشعاع الحراري المنبعث من عوادم محركات الطائرات المستهدفة.
- ✅ يبلغ وزن المنظومة جاهزة للإطلاق حوالي 15 كيلوغراماً، مما يسهل نقلها وتشغيلها من قبل فرد واحد مدرب.
- ✅ تعتبر سهولة الاستخدام وتكلفته المنخفضة نسبياً سبباً رئيسياً لاستخدامه الواسع في البيئات غير المتكافئة والحروب غير النظامية.
آلية العمل والتوجيه الحراري لصاروخ سام-7
يعتمد نجاح منظومة سام-7 على مبدأ بسيط ولكنه فعال: البحث عن البصمة الحرارية للهدف. عند تجهيز القاذف، يقوم المشغل بتوجيه أنبوب الإطلاق نحو الطائرة أو المروحية المعادية. تحتوي مقدمة الصاروخ على باحث حراري حساس للأشعة تحت الحمراء. يبدأ هذا الباحث في مسح المنطقة المحيطة بحثاً عن مصدر حراري قوي ومستقر، وهو عادةً ما يكون عادم المحرك النفاث أو المروحي.
اللحظة الحاسمة في التشغيل هي مرحلة "قفل الهدف" (lock-on). عندما يلتقط الباحث إشارة حرارية ضمن النطاق المسموح به ويثبت توجيهه نحوها، يصدر الجهاز إشارة صوتية أو ضوئية لتحذير الرامي بأن المسار جاهز. عند الضغط على الزناد، ينطلق الصاروخ بسرعة عالية، معتمداً بشكل كامل على نظام الملاحة التناسبية لتتبع مصدر الحرارة تلقائياً حتى نقطة الالتقاء.
على الرغم من فعالية التوجيه الحراري، فإن هذا النظام يحمل نقاط ضعف واضحة. تكمن أبرز هذه التحديات في قدرة الطائرات الحديثة على إطلاق شعلات حرارية مضادة (Flares) كإجراءات خداعية. هذه الشعلات تصدر حرارة مكثفة لفترة قصيرة، مما يهدف إلى تضليل باحث الصاروخ عن المحرك الحقيقي للطائرة. يتطلب هذا من الرامي تدريباً عالياً لتقييم متى يجب إطلاق الصاروخ، وتجنب الإطلاق اللحظي عند ظهور الحرارة، بل انتظار تأكيد "القفل" على الهدف الأساسي لضمان عدم إهدار الذخيرة ضد الخداع الحراري.
يبقى سام-7 سلاحاً فعالاً بشكل خاص ضد الأهداف غير المزودة بأنظمة حماية إلكترونية أو حرارية متطورة. إن سهولة دمجه في التشكيلات الصغيرة وقدرته على الإطلاق من مواقع مخفية جعلاه خياراً مفضلاً للمجموعات التي تسعى لتعطيل أو إسقاط طائرات تحلق على ارتفاعات منخفضة، مما يوفر قدرة مضادة للطيران بتكلفة زهيدة مقارنة بالأنظمة الرادارية المعقدة. يمكن اعتبار الدفاع الجوي المحمول ثورة في ساحات القتال بفضل مثل هذه التقنيات.
كيف يمكن للطائرات إحباط صاروخ سام-7؟
تعتمد الطائرات الحديثة على تقنيات متعددة لإحباط صواريخ سام-7. أبرز هذه التقنيات هي إطلاق المشتتات الحرارية (Flares) التي تعمل كمصدر حراري بديل ومؤقت يجذب الباحث بعيداً عن المحرك. بالإضافة إلى ذلك، تلعب المناورات السريعة، مثل الانخفاض الحاد أو الدوران المفاجئ بعد الإطلاق، دوراً في كسر "قفل" الصاروخ أو إبعاده عن المسار الحراري الصحيح. بعض الطائرات المتقدمة تستخدم أنظمة تشويش إلكتروني أو طلاءات خاصة لتقليل بصمتها الحرارية.
ما هو نظام الملاحة الذي يستخدمه الصاروخ بعد الإطلاق؟
بمجرد انطلاق الصاروخ، يعتمد نظام الملاحة التناسبية (Proportional Navigation). هذا النظام يسمح للصاروخ بتعديل مساره بشكل مستمر لضمان أن معدل زاوية الرؤية إلى الهدف يتناسب طردياً مع سرعة الاقتراب. بمعنى أبسط، يظل الصاروخ يطارد النقطة التي يتوقع أن يكون الهدف فيها، وليس النقطة التي كان فيها لحظة الإطلاق، مما يضمن مسار تتبع فعالاً للهدف المتحرك.
هل ما زال صاروخ سام-7 مستخدماً في النزاعات الحديثة؟
نعم، على الرغم من قدم تصميمه، يظل صاروخ سام-7 وأجياله اللاحقة منه مستخدماً على نطاق واسع في العديد من النزاعات الإقليمية والحروب غير المتكافئة. سهولة الحصول عليه، انخفاض تكلفته، وعدم حاجته إلى بنية تحتية معقدة تجعله أداة فعالة لتعطيل التفوق الجوي في المناطق التي تفتقر إلى أنظمة دفاع جوي متطورة.
🔎في الختام، يمثل صاروخ سام-7 مثالاً كلاسيكياً للتكنولوجيا العسكرية التي أثبتت ديمومتها عبر العقود بفضل بساطتها الميكانيكية وكفاءتها في مهمتها الأساسية: إسقاط الأهداف المنخفضة عبر استغلال نقطة ضعفها الحرارية. إن فهم كيفية عمل هذه الأنظمة البدائية يظل ضرورياً لتقييم المشهد الأمني، خاصة وأنها لا تزال تشكل تهديداً مباشراً للطيران التكتيكي في بيئات القتال الحديثة وغير المتكافئة.
قم بالتعليق على الموضوع