وصف المدون

مبتكر مبسط

إعلان الرئيسية

يمثل السير تيم بيرنرز لي، العقل المبدع وراء شبكة الويب العالمية (World Wide Web)، نموذجاً فريداً للمخترعين الذين رأوا ثمرة عملهم تتخذ مساراً لم يتوقعوه. ففي عام 1989، وضع بيرنرز لي الأسس التي يقوم عليها الإنترنت الحديث من خلال بروتوكولات مثل HTTP وعناوين URL، لكن قراره الأكثر تأثيراً كان إتاحة شفرة المصدر مجاناً وبلا حقوق ملكية. ومع مرور الزمن، يعبر بيرنرز لي اليوم عن شعور عميق بالندم إزاء التحولات التي طرأت على شبكة الإنترنت التي وهبها للعالم.

  • ✅ تأسيس شبكة الويب كان مشروطاً بكونها مجانية ومتاحة للجميع لضمان الانتشار العالمي.
  • ✅ المخاوف الحالية تتمحور حول سيطرة منصات التكنولوجيا الكبرى على البيانات الشخصية وبيعها.
  • ✅ يرى المخترع أن استخدام الخوارزميات، خاصة في شبكات التواصل، يضر بصحة الشباب العقلية.
  • ✅ التحول من "مستخدم" إلى "منتج" هو الانحراف الرئيسي عن الرؤية الأولية للإنترنت.
تيم بيرنرز لي مخترع الإنترنت يعبر عن ندمه

كان الهدف الأسمى لبيرنرز لي هو بناء فضاء عالمي لا يعرف الحدود أو الحواجز الاقتصادية. ويوضح في مقال نُشر في صحيفة الغارديان أن إبقاء هذه التقنية حكراً مقيداً ببراءة اختراع كان سيقتل روحها ويمنع انتشارها. لقد كان شرط النجاح هو أن تكون الخدمة مجانية تماماً، دون فرض رسوم على كل عملية بحث أو تحميل، مما يشجع على الاندماج والتعاون.

لقد أكد بيرنرز لي مراراً أن الشبكة العالمية يجب أن تكون متاحة للجميع دون استثناء؛ ولو كانت محصورة في نطاق ضيق أو تتطلب دفع مقابل استخدامها، لما وصلت إلى ما هي عليه اليوم. وقد جاء القرار النهائي بتعميم التكنولوجيا بالتعاون مع منظمة سيرن، حيث عمل قبل تأسيس اتحاد شبكة الويب العالمية (W3C) في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) عام 1994.

تدهور الرؤية: من الإبداع إلى الاستغلال التجاري

في تحليله الأخير، يشير تيم بيرنرز لي إلى أن الإنترنت الذي تخيّله كان مُحفِّزاً للإبداع المشترك على مستوى عالمي. ولكنه يرى اليوم أن هذا الحلم قد تشوه بشكل كبير. يتساءل بيرنرز لي في مقاله الجديد: "هل لا يزال الإنترنت مجانياً اليوم؟ لا، ليس كله". هذا التساؤل يفتح الباب أمام النقد اللاذع للنموذج التجاري المهيمن على الشبكة.

ينصب النقد الأساسي على منصات التكنولوجيا العملاقة التي تعمل على تجميع كميات هائلة من البيانات الشخصية للمستخدمين. هذه البيانات، كما يشير، يتم بيعها لجهات وسيطة أو حتى حكومات، مما يمهد الطريق لانتهاك الخصوصية، والمراقبة، بل والقمع المجتمعي. كما وجه انتقادات حادة لصعود الخوارزميات، خاصة تلك التي تحكم خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي، معتبراً إياها سبباً رئيسياً في إلحاق أضرار جسيمة بالصحة العقلية للشباب.

ويشدد المخترع على أن مشاركة البيانات الشخصية لأغراض تجارية تتعارض بشكل صارخ مع مفهوم "الإنترنت المجاني" الذي كان يطمح إليه. ويرى أن نقطة التحول حدثت في فترة ما بين النشأة الأولية للشبكة وصعود عصر المنصات الحديثة، حيث "سلكنا الطريق الخطأ"، وتحول المستخدم العادي من مستهلك للخدمة إلى المنتج الذي يتم بيعه للمعلنين والجهات المهتمة. الدعوة الآن تتجه نحو استعادة مبادئ الحرية واللامركزية لضمان مستقبل رقمي أكثر عدالة.

ما هي العناصر الأساسية التي أرادها تيم بيرنرز لي للإنترنت؟

أراد تيم بيرنرز لي أن يكون الإنترنت مساحة عالمية ومفتوحة للجميع، وأن تكون التقنيات الأساسية (مثل HTTP وURL) متاحة مجاناً بالكامل، دون أي قيود تتعلق ببراءات الاختراع أو الرسوم المفروضة على الاستخدام اليومي مثل البحث والتصفح.

ما هو الدور الذي يلعبه تجميع البيانات الشخصية في خروج الإنترنت عن مساره؟

يرى بيرنرز لي أن تجميع الشركات الكبرى لكميات ضخمة من البيانات الشخصية وبيعها لوسطاء أو كيانات حكومية يتعارض جوهرياً مع مبدأ الإنترنت الحر، حيث يحول هذا السلوك المستخدم إلى سلعة تجارية بدلاً من كونه مستفيداً من الخدمة.

ما هو التأثير السلبي الذي أشار إليه المخترع بخصوص الخوارزميات؟

أشار بيرنرز لي إلى أن الخوارزميات، وخاصة تلك المستخدمة في منصات التواصل الاجتماعي، تلحق ضرراً كبيراً بالصحة العقلية للشباب، مما يمثل نتيجة سلبية خطيرة لعدم تقنين استخدام هذه التقنيات القائمة على تتبع السلوك.

ماذا يعني تحول المستخدم إلى "المنتج" في سياق الإنترنت الحالي؟

يعني تحول المستخدم إلى "المنتج" أن البيانات والمعلومات التي يولدها أثناء استخدامه للشبكة أصبحت هي السلعة الرئيسية التي يتم تداولها وبيعها من قبل المنصات، بدلاً من أن يكون المستخدم هو المستهلك النهائي الذي يستفيد من الخدمة بشكل مباشر ومجاني بالكامل.

متى تم تأسيس اتحاد شبكة الويب العالمية (W3C)؟

تم تأسيس اتحاد شبكة الويب العالمية (W3C) في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) عام 1994، بعد أن عمل بيرنرز لي في منظمة سيرن التي شهدت ولادة الويب.

🔎 في الختام، يمثل ندم السير تيم بيرنرز لي صرخة تحذير مدوية للعالم الرقمي. إن الرؤية الأصلية لشبكة الإنترنت كانت مبنية على اللامركزية والحرية المطلقة للمعلومات، وهو ما ضحى به مقابل الانتشار السريع. إن الدعوة إلى التفكير في ملكية البيانات والمساءلة الخوارزمية ليست مجرد استعادة لما فات، بل هي محاولة يائسة لإنقاذ الفضاء الرقمي العالمي من التآكل التجاري الذي يهدد بتحويله إلى شبكة سيطرة بدلاً من شبكة تمكين. ولا يزال الأمل قائماً في أن يتمكن المجتمع العالمي من إعادة توجيه مسار هذه الأداة العظيمة نحو تحقيق الإمكانات الإيجابية التي حلم بها مخترعها الأول.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

قم بالتعليق على الموضوع

إعلان وسط الموضوع

ad

إعلان أخر الموضوع

Ad
Back to top button