على الرغم من الوعود الجريئة التي قطعها إيلون ماسك عند توليه زمام منصة إكس (تويتر سابقاً) بخصوص القضاء التام على الحسابات الآلية (البوتات)، يدرك أي مستخدم نشط للمنصة أن هذه الآفة لا تزال متفشية، بل وقد تبدو أكثر وضوحاً في بعض الأيام. ورغم التعديلات المتكررة على الخوارزميات وتحديثات سياسات الاستخدام، لم تختفِ الروبوتات تماماً. لكن، يبدو أن معركة جديدة ضد هذه الظاهرة على وشك أن تبدأ، وهذا الإجراء الجديد قد يأتي بثمن غير متوقع: المساس بخصوصية المستخدمين عبر الكشف عن مواقعهم الجغرافية التقريبية التي ينشرون منها.
- ✅ تجري منصة إكس حالياً اختبارات لإضافة معلومات جديدة إلى الملفات الشخصية للمستخدمين.
- ✅ الهدف المعلن من هذه الميزة هو تعزيز التحقق من صحة المحتوى المتداول عالمياً.
- ✅ المعلومات الجديدة ستظهر في قسم "حول هذا الحساب" وليس بشكل مباشر على الجدول الزمني.
- ✅ التحديثات بدأت باختبارها مبدئياً على حسابات موظفي فريق إكس للحصول على ردود الفعل الأولية.
- يمكنك ان تجد الميزة اطلقت حالياً على اكس على المتصفح
خلال الأيام القليلة الماضية، تداولت الأنباء حول عزم منصة إكس البدء في عرض البلد الذي ينطلق منه المستخدمون أثناء النشر. هذه المعلومات المستجدة جاءت من مصدر موثوق وهو نيكيتا بير، رئيسة قسم المنتجات في المنصة. وقد صرحت بير بما يلي، مؤكدة على أهمية هذا التوجه:
"عندما يقرأ المرء محتوى على إكس، يجب أن يكون قادراً على التحقق من مصداقيته. هذا أمر حيوي للبقاء على اطلاع دائم بالقضايا الهامة التي تشغل العالم. وفي هذا الإطار، نحن نجري حالياً تجارب لعرض معلومات جديدة على الملفات الشخصية، تشمل البلد الذي يتواجد فيه الحساب، من بين
تفاصيل أخرى. ابتداءً من الأسبوع المقبل، سنبدأ بنشر هذه المعلومات على عدد محدود من ملفات أعضاء فريق فريق إكس لجمع آرائهم وملاحظاتهم."
في وقت إعداد هذا التقرير، لم تكن هذه الميزة قد تم تفعيلها بشكل كامل للعموم؛ بل اقتصرت على الاختبار على مجموعة صغيرة من الملفات الشخصية، مما أدى إلى إثارة بعض التكهنات حول طبيعة العرض.
تتركز الشائعات الأكثر انتشاراً حول ظهور رمز علم الدولة بجوار اسم المستخدم مباشرةً، على غرار علامات التحقق الزرقاء الشهيرة. وتشير مزاعم أخرى إلى أن الموقع الجغرافي سيكون مرئياً في جميع المنشورات بشكل مباشر في الجدول الزمني، مما يسهل معرفة مصدر التغريدة فوراً. ومع ذلك، يبدو أن هذا التصور بعيد عن الحقيقة المعلنة.
في الواقع، لن تظهر معلومات مصدر نشر الحساب بشكل بارز، بل ستكون متاحة فقط ضمن قسم "حول هذا الحساب" الموجود في الملفات الشخصية. ستُعرض هذه البيانات تحت مسمى "موقع الحساب" جنباً إلى جنب مع تفاصيل أخرى كـتاريخ الانضمام إلى X أو عدد مرات تغيير اسم المستخدم. باختصار، سيتطلب الأمر جهداً واعياً من المستخدم الباحث للوصول إلى هذه المعلومة؛ فهي لن تكون متاحة بشكل صريح ومبسط.
وكما ذكرنا سابقاً، كانت هذه الميزة لا تزال في مراحل الاختبار التجريبي عند كتابة المقال. كانت متاحة لفترة محدودة ولعدد محدود جداً من المستخدمين، مما يعني أن ظهورها قد يكون أمراً قائماً اليوم ومختفياً غداً، ريثما يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن إطلاقها للجميع. هذا التذبذب يثير تساؤلات حول مدى جدية المنصة في تطبيقها كجزء دائم من هيكل الملف الشخصي.
ما هو الهدف الأساسي من إظهار موقع نشر الحسابات على منصة إكس؟
الهدف المعلن، وفقاً لتصريحات مسؤولة المنتجات، هو زيادة قدرة المستخدمين على التحقق من صحة الأخبار والمعلومات التي يستهلكونها، خاصة تلك المتعلقة بالأحداث العالمية الهامة، عبر معرفة السياق الجغرافي لمن يطلق تلك التصريحات.
أين سيتم عرض معلومات بلد النشر للمستخدمين؟
لن يتم عرض هذه المعلومة بشكل مباشر في واجهة التغريدات اليومية، بل ستكون مخفية داخل صفحة الملف الشخصي للمستخدم تحت قسم مخصص يسمى "حول هذا الحساب"، بجانب بيانات أخرى إحصائية للحساب.
هل هذه الميزة مرتبطة مباشرةً بمكافحة الروبوتات (البوتات)؟
رغم أن السياق العام لإطلاق الميزة هو تحسين المصداقية ومحاربة التضليل، فإنها لا تستهدف الروبوتات بشكل مباشر كآلية إيقاف، بل تهدف إلى تزويد القارئ ببيانات إضافية لتقييم مصداقية المحتوى المنشور.
ما هي المدة الزمنية المتوقعة لظهور هذه الميزة بشكل دائم؟
لم تحدد المنصة جدولاً زمنياً ثابتاً بعد، حيث لا تزال الميزة في مرحلة الاختبارات التجريبية وجمع الملاحظات من فريق العمل الداخلي، مما يجعل إطلاقها النهائي مرهوناً بنتائج هذه المراجعات.
هل سيتم الكشف عن الموقع الدقيق (المدينة أو العنوان) للمستخدم؟
التصريحات تشير إلى الكشف عن "البلد" الذي ينشر منه الحساب، وليس بالضرورة الموقع الجغرافي الدقيق أو العنوان التفصيلي، مما يقلل من مستوى الكشف المباشر عن الموقع الشخصي للمستخدم.
🔎 بينما تواصل منصة إكس سعيها الدؤوب لإعادة تعريف بيئة المحتوى الرقمي وتحديات المصداقية، فإن إطلاق ميزة كشف بلد النشر يمثل خطوة جريئة توازن بين تعزيز الشفافية والحاجة الماسة لحماية خصوصية المستخدمين. يبقى السؤال معلقاً حول كيفية استجابة المجتمع لهذه الخطوة، وما إذا كانت ستعزز الثقة المفقودة أم ستثير المزيد من الجدل حول حدود المراقبة والشفافية في الفضاء الاجتماعي الجديد الذي يبنيه إيلون ماسك. إن متابعة التطورات المتعلقة بهذه الميزة ضرورية لفهم الاتجاه المستقبلي لحرية التعبير والتحقق من الحقائق على المنصة.

قم بالتعليق على الموضوع