وصف المدون

مبتكر مبسط

إعلان الرئيسية

أزاحت الصين الستار رسمياً عن إنجاز تكنولوجي هائل يتمثل في منشأة اختبار شبكة المستقبل (FNTF)، وهي بنية تحتية متطورة مصممة لدمج مراكز بيانات متباعدة جغرافياً تمتد لمسافات تصل إلى 2000 كيلومتر، لتعمل كوحدة حوسبة فائقة متماسكة وموحدة.

  • ✅ تمتد هذه الشبكة العملاقة عبر كابلات ضوئية يبلغ طولها الكلي أكثر من 55,000 كيلومتر، وتغطي 40 مدينة رئيسية لضمان التكامل التشغيلي بين مراكز البيانات المتباعدة.
  • ✅ تعمل التقنية الجديدة، المسماة "الشبكة الحتمية"، على توفير مسارات بيانات محددة مسبقاً بجدولة زمنية صارمة، مما يضمن زمناً انتقالياً منخفضاً جداً وخالياً من فقدان حزم البيانات.
  • ✅ أثبتت التجربة العملية قدرة الشبكة على نقل 72 تيرابايت من البيانات في 1.6 ساعة فقط، مقارنة بتقديرات تقارب 699 يوماً عبر شبكات الإنترنت التقليدية.
  • ✅ تدعم هذه البنية التحتية مبادرة "بيانات الشرق وحوسبة الغرب" الوطنية، مما يسهل نقل أعباء الحوسبة إلى المناطق الغربية الغنية بالطاقة المتجددة.
صورة توضيحية لربط البيانات بين الشرق والغرب عبر شبكة حتمية فائقة

الشبكة الحتمية: تجاوز قيود الإنترنت التقليدي

يكمن جوهر هذا الإنجاز في تبني تقنية "الشبكة الحتمية"، وهي نموذج يتناقض كلياً مع شبكات الإنترنت العادية التي تعتمد على مبدأ "أفضل جهد" والذي غالباً ما يتعرض للتأخير والازدحام. توفر هذه التقنية المبتكرة ميزة حاسمة تتمثل في ضمان نطاق ترددي مخصص وثابت، مع إلغاء أي احتمالية لفقدان الحزم، مما يضمن استقراراً غير مسبوق في نقل البيانات عبر المسافات الشاسعة. هذا الاستقرار يفتح آفاقاً جديدة لتطبيقات تتطلب موثوقية فورية، مثل التدريب عن بُعد لنماذج الذكاء الاصطناعي الضخمة والعمليات الجراحية المعقدة عن بعد.

اختبار الأداء: تفوق رقمي مذهل

تم اختبار كفاءة الشبكة في سيناريو واقعي لنقل كمية هائلة من البيانات العلمية بلغت 72 تيرابايت، والتي تم جمعها بواسطة تلسكوب فاست الراديوي العملاق، حيث انتقلت البيانات من مقاطعة قويتشو إلى مدينة ووهان عبر مسافة تزيد عن 1000 كيلومتر. أثبتت النتائج تفوقاً صارخاً؛ فقد اكتمل النقل في غضون 1.6 ساعة فقط. للتأكيد على متانة النظام، تم إجراء مقارنة مع شبكة الإنترنت العادية تحت ظروف ازدحام مصطنعة؛ حيث حافظت قناة الشبكة الحتمية على سرعتها القصوى الثابتة البالغة 50 جيجابت في الثانية، بينما تدهورت سرعة الشبكة العادية بشكل كارثي من 42 جيجابت في الثانية إلى أقل من 1 جيجابت في الثانية.

يمكن للمهتمين استكشاف المزيد حول المبادرات التقنية الوطنية الصينية عبر الاطلاع على تفاصيل المبادرات.

الركيزة الاستراتيجية لمبادرة "بيانات الشرق وحوسبة الغرب"

يُعد إنشاء منشأة اختبار شبكة المستقبل (FNTF) حجر الزاوية في تنفيذ مبادرة "بيانات الشرق وحوسبة الغرب" التي انطلقت في عام 2022. تهدف هذه المبادرة إلى إعادة توزيع أعباء الحوسبة والمعالجة من المناطق الساحلية الشرقية المكتظة اقتصادياً إلى المناطق الغربية التي تتميز بوفرة موارد الطاقة المتجددة. توفر الشبكة الجديدة الموثوقية اللازمة لجعل استهلاك طاقة الحوسبة الممتد عبر المسافات الطويلة أمراً متاحاً ومستقراً كالكهرباء والماء، مما يدعم تطبيقات تتطلب استجابة فورية، ويؤسس لنموذج جديد في البنية التحتية الرقمية العالمية. هذا التطور يمثل قفزة نوعية في مجال الحوسبة الموزعة.

ما هي الكفاءة التشغيلية التي حققتها الشبكة الجديدة مقارنة بمركز بيانات واحد؟

أظهرت الشبكة الحتمية قدرة على العمل بكفاءة تشغيلية تصل إلى 98% مقارنة بكفاءة مركز بيانات واحد مدمج، مما يعكس نجاحها في تجاوز تحديات المسافة الجغرافية في معالجة البيانات الضخمة.

ما هو الفرق الجوهري بين الشبكة الحتمية وشبكات الإنترنت التقليدية؟

الفرق الجوهري يكمن في آلية تحديد المسار؛ فالشبكة الحتمية توفر مسارات بيانات محددة مسبقاً بجدول زمني دقيق يضمن انخفاض زمن الانتقال وعدم فقدان الحزم، بينما تعتمد الشبكة التقليدية على مبدأ أفضل جهد المعرض للازدحام والتأخير.

ما هو الهدف الاستراتيجي لمبادرة "بيانات الشرق وحوسبة الغرب"؟

الهدف الاستراتيجي هو نقل مهام معالجة البيانات من المناطق الشرقية الاقتصادية المزدحمة إلى المناطق الغربية التي تتمتع بوفرة في مصادر الطاقة المتجددة، مما يحقق توازناً في استخدام الموارد الوطنية.

كيف أثرت الشبكة الجديدة على سرعة نقل البيانات في الاختبار العملي؟

أدت الشبكة الجديدة إلى إنجاز عملية نقل 72 تيرابايت في 1.6 ساعة فقط، وهو ما كان سيستغرق ما يقارب 699 يوماً عبر قنوات الإنترنت التقليدية في ظل الظروف المقارنة.

🔎 في الختام، يمثل المشروع الصيني لشبكة المستقبل (FNTF) نقطة تحول حقيقية في هندسة الاتصالات والحوسبة الموزعة. من خلال دمج مراكز البيانات عبر آلاف الكيلومترات بتقنية حتمية تضمن الاستقرار المطلق، تجاوزت الصين القيود المادية التي فرضتها المسافات، مما يمهد الطريق لاعتماد تطبيقات تتطلب استجابة فورية وموثوقية لا تتأثر بتقلبات الشبكة، وهو ما سيغير جذرياً طريقة إدارة الموارد الرقمية الضخمة في المستقبل.
No comments
Post a Comment

قم بالتعليق على الموضوع

إعلان وسط الموضوع

ad

إعلان أخر الموضوع

Ad
Back to top button