الصين تُطلق "جيوتيان": ثورة حاملات الطائرات الجوية المسيّرة والأسطول الجوي الذكي

شهد العالم فصلاً جديداً ومثيراً في مجال التكنولوجيا العسكرية مع الإعلان الصيني الرسمي عن إتمام أولى رحلات طائرة "جيوتيان" (Jiutian) المسيّرة العملاقة بنجاح. هذه اللحظة التاريخية، التي وثقتها الصور والتقارير القادمة من مقاطعة شنشي، لم تعد بالطائرة مجرد نموذج عرض مبهر في المعارض، بل أكدت دخولها مرحلة التشغيل الفعلي، مما يرسم ملامح جديدة للحروب الجوية المستقبلية.

• ✅ **تعريف غير مسبوق:** تُعرف "جيوتيان"، التي تعني "السماء العالية"، بكونها أول "حاملة طائرات جوية مسيّرة" تعمل كمنصة أم لإطلاق أسراب من الطائرات الصغيرة في الجو.
• ✅ **قدرات طيران فائقة:** تزن الطائرة عند الإقلاع 16 طناً، وتتميز بمحرك نفاث يسمح لها بمدى يصل إلى 7000 كيلومتر وارتفاعات تشغيلية تصل إلى 15 كيلومتراً.
• ✅ **نظام الإطلاق المبتكر:** تعتمد على وحدة مركزية فريدة تُسمى "الخلية المتباينة" (Isomeric Hive) القادرة على حمل وإطلاق ما يقارب 100 مسيّرة صغيرة في ومضة واحدة.
• ✅ **تكامل القوة النارية:** لا يقتصر دورها على النقل، بل هي منصة قتالية تحمل 6 أطنان من الأسلحة على 8 نقاط تعليق خارجية، تشمل صواريخ دفاعية وهجومية.

تجسد هذه الطائرة قفزة نوعية في الهندسة الجوية، حيث تم تصميمها لتكون مركز قيادة جوي متقدم. إن قدرتها على التحليق لمسافات هائلة وارتفاعات شاهقة تضمن بقاءها بعيداً عن أنظمة الدفاع الجوي التقليدية، مما يعزز من فاعلية مهامها.

الذكاء الاصطناعي وإدارة الأسراب: قلب منظومة جيوتيان القتالية

يكمن التفوق التكنولوجي لـ "جيوتيان" في تصميمها الداخلي، وتحديداً في "الخلية المتباينة" (Isomeric Hive). هذه الحجرة المعيارية الضخمة ليست مجرد مستودع، بل هي نظام إطلاق متكامل مصمم لاستيعاب وإطلاق أسراب ضخمة من الطائرات المسيّرة الصغيرة، التي يمكن أن يصل عددها إلى مئة وحدة حسب متطلبات المهمة الموكلة إليها.

ولم تكتفِ الصين بإنشاء ناقلة جوية فحسب؛ بل زودت "جيوتيان" بقدرات قتالية ذاتية. فهي قادرة على حمل ما يصل إلى 6 أطنان من الذخائر الموزعة على ثماني نقاط تعليق خارجية. هذه الحمولة تشمل مزيجاً استراتيجياً من الصواريخ الجو-جو لتأمين حماية ذاتية ضد أي اعتراض، وصواريخ جو-أرض لتوفير دعم ناري دقيق للمناطق المستهدفة. للمزيد حول تطورات التكنولوجيا العسكرية الصينية، يمكنكم متابعة آخر المستجدات.

المنظومة بأكملها مدعومة بنظام متطور لإدارة الأسراب يعتمد بشكل كبير على **الذكاء الاصطناعي**. هذا النظام يمكّن الطائرات المسيّرة الصغيرة من الانطلاق إما دفعة واحدة لإحداث صدمة تكتيكية، أو بتتابع مدروس. تعمل هذه الأسراب كوحدة واحدة متماسكة، قادرة على إرباك أنظمة الدفاعات المعادية عبر عمليات التشويش الإلكتروني والهجوم المتزامن، بينما تظل الطائرة الأم، جيوتيان، تحافظ على موقعها الآمن على ارتفاعات عالية، تدير المعركة وتراقب سير العمليات.

ما هي الميزة الرئيسية لطائرة جيوتيان مقارنة بالطائرات المسيّرة التقليدية؟

الميزة الرئيسية تكمن في دورها كـ "منصة أم" (Mothership). فبدلاً من أن تكون الطائرة المسيّرة هي المهاجم الوحيد، تعمل جيوتيان على مضاعفة القوة النارية والانتشار التكتيكي عبر إطلاق أسراب كاملة، مما يزيد بشكل كبير من قدرة الاختراق والتشويش على الدفاعات الجوية للعدو، وهي قدرة لا تتوفر في الطائرات المسيّرة المفردة.

ما هو الارتفاع الأقصى الذي يمكن أن تصل إليه طائرة جيوتيان؟

تتميز طائرة جيوتيان بقدرتها على الوصول إلى ارتفاعات شاهقة جداً تبلغ حوالي 15 كيلومتراً (15,000 متر)، مما يضعها في نطاق آمن نسبياً خارج مدى معظم أنظمة الدفاع الجوي قصيرة ومتوسطة المدى، ويسمح لها بإدارة عمليات الإطلاق من علو شاهق.

كم عدد الطائرات المسيّرة الصغيرة التي يمكن لحجرة "الخلية المتباينة" حملها؟

تستطيع وحدة "الخلية المتباينة" المركزية حمل وإطلاق وابل كثيف من الطائرات المسيّرة الصغيرة، وقد تشير التقديرات إلى أن هذا العدد قد يصل إلى 100 مسيّرة، اعتماداً على تصميم المهمة وحجم الحمولة المطلوبة لكل مسيّرة.

هل تمتلك جيوتيان قدرات قتالية مباشرة أم أنها مخصصة للإطلاق فقط؟

تمتلك جيوتيان قدرات قتالية مباشرة ممتازة؛ فهي منصة قتالية ثقيلة قادرة على حمل ما يصل إلى 6 أطنان من الأسلحة على 8 نقاط تعليق خارجية، مما يمنحها القدرة على الاشتباك المباشر أو تقديم الدعم الناري بالإضافة إلى مهمة إطلاق الأسراب.

🔎 يمثل تطوير طائرة "جيوتيان" تحولاً جذرياً في عقيدة الحرب الجوية، حيث ينتقل التركيز من الطائرات المقاتلة الكبيرة إلى مفهوم الأسراب المسيّرة المدارة مركزياً. إن نجاح هذه الرحلة الاختبارية يضع الصين في طليعة الدول التي تتبنى مفهوم **الحرب الشبكية**، مما يفرض على الخصوم إعادة تقييم شاملة لاستراتيجياتهم الدفاعية والهجومية في المستقبل القريب، خاصة مع تزايد أهمية دمج الذكاء الاصطناعي في العمليات الميدانية كما رأينا في هذا النموذج المبتكر. يمكنكم الاطلاع على المزيد من التفاصيل حول المنصات الجوية المسيّرة للحصول على منظور أوسع.