من المؤكد أنك مررت بتلك اللحظة المحبطة على جهاز المشي في صالة الألعاب الرياضية، حيث يبدو أن كل ثانية تمضي بأبطأ من المعتاد، وكأن الوقت يتوقف عن الحركة أثناء ممارستك للتدريب. هذا الشعور الشائع بأن الوقت يتباطأ عندما تمارس نشاطًا بدنيًا شاقًا مثل الجري ليس مجرد وهم شخصي؛ فقد أكدت دراسة علمية حديثة أن الجري يغير بالفعل إدراكنا للزمن، مما يدفعنا إلى المبالغة في تقدير مدة التمرين الفعلي.
- ✅ أظهرت دراسة حديثة أن الجري يسبب تشويهاً في إدراك الوقت، حيث يبالغ المشاركون في تقدير المدة الزمنية الفعلية للتمرين.
- ✅ وجد الباحثون أن المشاركين بالغوا في تقدير الوقت بنسبة تقارب 9% أثناء الجري على جهاز المشي.
- ✅ التفسير الجديد يشير إلى أن العامل الرئيسي ليس زيادة معدل ضربات القلب، بل الجهد الذهني اللازم للحفاظ على التناسق والتحكم الحركي.
- ✅ لوحظ تشوه زمني مماثل (حوالي 7%) عند المشي للخلف، مما يدعم فرضية أن التعقيد المعرفي للحركة هو المؤثر الأكبر.
للتوصل إلى هذه النتائج، طلب فريق البحث من 22 مشاركًا النظر إلى صورة معروضة على الشاشة لمدة ثانيتين، ثم طلب منهم تقييم ما إذا كانت صورة ثانية تظهر لنفس المدة الزمنية. تم تكرار هذه العملية تحت ظروف بدنية مختلفة، بما في ذلك الوقوف الثابت، والمشي للخلف، والجري الفعلي على جهاز المشي. كانت النتائج لافتة للنظر؛ فالمشاركون أثناء الجري بالغوا في تقدير الوقت بنحو 9%.
هذا يعني عمليًا أن الدقيقة التي تشعر أنك قضيتها في التمرين قد تكون في الواقع 54.6 ثانية فقط! على الرغم من أن الدراسات السابقة ربطت هذه الظاهرة بزيادة معدل ضربات القلب الناتجة عن النشاط البدني، تقدم هذه الدراسة الجديدة تفسيرًا مختلفًا يركز على الجانب المعرفي. يرى الباحثون أن العامل الحاسم ليس بالضرورة الجهد البدني المبذول، بل هو الجهد الذهني الكبير المطلوب للحفاظ على التوازن الدقيق، والتناسق الحركي، والتحكم المستمر في حركة الجسم أثناء الجري.
العلاقة بين التعقيد المعرفي للنشاط وتشويه الزمن
تدعم نتائج الدراسة هذه الفرضية بقوة، حيث أظهرت أن المشي للخلف، وهو نشاط يتطلب جهدًا بدنيًا أقل مقارنة بالجري، ينتج عنه أيضًا تشوه زمني ملحوظ يقارب 7%. هذا التشابه يدعم فكرة أن التغييرات في إدراك الزمن ترتبط بشكل أكبر بمدى تعقيد المهمة الحركية التي يتطلبها الدماغ للحفاظ على الأداء، بدلاً من مجرد شدة الجهد البدني. لذلك، ينصح الباحثون بتوخي الحذر الشديد عند تفسير أي تحيزات في إدراك الزمن التي قد تحدث أثناء ممارسة النشاط البدني، سواء كنت تمارس رياضة الجري على المسار أو غيرها من الأنشطة المعقدة.
إذا كنت تبحث عن المزيد من الأساليب لتحسين فهمك لكيفية تأثير الرياضة على وظائف المخ، يمكنك استكشاف المزيد من المعلومات المتعلقة بـ علم الأعصاب والرياضة عبر البحث في الموقع.
ما هو التقدير الزمني الذي بالغ فيه العداؤون في الدراسة؟
بالغ المشاركون في تقدير الوقت بنسبة تقارب 9% أثناء الجري. هذا يعني أنهم شعروا بأن الدقيقة الواحدة استغرقت وقتًا أطول مما كانت عليه فعليًا في الواقع.
هل ربطت الدراسات السابقة هذا التباطؤ في إدراك الوقت بزيادة معدل ضربات القلب؟
نعم، أشارت الدراسات السابقة إلى أن هذه الظاهرة قد تكون مرتبطة بزيادة معدل ضربات القلب الناتجة عن النشاط البدني، لكن الدراسة الحالية قدمت تفسيرًا يركز على الجهد الذهني.
ما هو النشاط الآخر الذي سبب تشويهاً زمنياً مشابهاً للجري؟
المشي للخلف أظهر تشوهًا زمنيًا مشابهًا يقارب 7%، مما يشير إلى أن التعقيد المعرفي للمهمة الحركية هو العامل المؤثر الرئيسي.
ما هو التفسير الرئيسي الجديد لتباطؤ إدراك الوقت أثناء الجري؟
التفسير الرئيسي الجديد هو الجهد الذهني المطلوب من الدماغ للحفاظ على التوازن والتناسق والتحكم في الحركة أثناء الجري، وليس فقط الجهد البدني.
ما هي النصيحة التي يقدمها الباحثون بناءً على هذه النتائج؟
ينصح الباحثون بتوخي الحذر عند تفسير أي تحيزات في إدراك الزمن التي تظهر أثناء ممارسة الأنشطة البدنية، نظراً لتأثير التعقيد الذهني على هذه الأحكام.
🔎 ختامًا، هذه النتائج تفتح آفاقًا جديدة لفهم العلاقة المعقدة بين الحركة والإدراك. إدراكك بأن الوقت يمر ببطء أثناء التمرين لا يعني أنك تبالغ في الجهد فحسب، بل يشير إلى أن عقلك منشغل بمهام معالجة حركية معقدة تفوق ما هو مطلوب في أنشطة أقل تطلبًا ذهنيًا. لذا، في المرة القادمة التي تشعر فيها أن ساعة الجري لن تنتهي أبدًا، تذكر أن عقلك يعمل بجد لتنسيق حركتك، وهذا هو سبب شعورك بأن الزمن يتباطأ.

قم بالتعليق على الموضوع