شهدت العلاقات الدفاعية بين باكستان وتركيا نقلة نوعية باستلام جمهورية باكستان الإسلامية سفينتها الحربية المتطورة "ب.ن.س خيبر" (PNS Khyber). تمثل هذه السفينة الثانية ضمن سلسلة فرقاطات فئة "ميلجيم" (MILGEM)، التي تُعدّ أحد أبرز تجليات التعاون الاستراتيجي العسكري بين البلدين في الوقت الراهن. هذا المشروع لا يقتصر على مجرد استيراد المعدات، بل يعكس انتقالاً تقنياً ملموساً نحو تعزيز القدرات الصناعية الباكستانية في مجال بناء السفن الحربية المعقدة.
- ✅ استلام السفينة "ب.ن.س خيبر" كجزء من عقد بناء أربع فرقاطات من فئة ميلجيم.
- ✅ تم بناء هذه الوحدة تحديداً في إسطنبول، بينما يتم تصنيع الوحدات الأخرى في كراتشي، مما يؤكد على نقل التكنولوجيا.
- ✅ تتميز السفينة بتصميم متقدم يقلل من المقطع الراداري (Stealth Features) لتعزيز قدرتها على التخفي والمناورة.
- ✅ تجهيز "ب.ن.س خيبر" بمنظومات تسليح متكاملة تشمل أنظمة إطلاق عمودية ورادارات ثلاثية الأبعاد متطورة.
التفوق التقني والتخفي الراداري في تصميم "خيبر"
يُعد التصميم الهندسي للسفينة "ب.ن.س خيبر" عنصراً محورياً في تفوقها التشغيلي. لقد تم تصميم الهيكل والأسطح العلوية ببراعة هندسية فائقة لتقليل البصمة الرادارية إلى أدنى حد ممكن. هذا التخفي يمنح الفرقاطة ميزة حاسمة في بيئات الحرب البحرية المعاصرة، مما يصعّب على أنظمة الاستشعار المعادية رصدها أو تتبعها. هذه الميزة تسمح للسفينة باختراق مناطق التهديد بتكلفة مخاطرة أقل وتنفيذ مهام المراقبة أو الحماية البحرية بكفاءة عالية، وهي ميزة أساسية في عمليات **الردع البحري** الحديثة.
منظومة التسليح المتكاملة والقدرات القتالية
تتسلح "ب.ن.س خيبر" بمجموعة شاملة من الأنظمة القتالية التي تجعلها منصة بحرية متعددة الأدوار. تشمل هذه الأنظمة نظام الإطلاق العمودي للصواريخ (VLS)، الذي يوفر مرونة كبيرة لإطلاق صواريخ الدفاع الجوي أو الصواريخ الهجومية المتنوعة من مخابئ داخلية. كما تمتلك السفينة صواريخ متقدمة مضادة للسفن ذات مدى بعيد، قادرة على ضرب الأهداف البحرية بدقة فائقة من مسافات آمنة. علاوة على ذلك، تم تزويدها بمدفع رئيسي عالي الدقة يعمل بتقنية الليزر، بالإضافة إلى أنظمة طوربيد متخصصة في مهام مكافحة الغواصات. ويتكامل كل هذا العتاد مع رادارات ثلاثية الأبعاد متقدمة وسونار مثبت على البدن لكشف التهديدات تحت السطحية، وكلها تحت إدارة منظومة قتالية رقمية متطورة تضمن التشغيل المتناغم مع الوحدات الجوية والبحرية الأخرى في شبكة قيادة موحدة.
الأداء والمواصفات الملاحية
على صعيد الأداء الملاحي، تتمتع الفرقاطة بأبعاد قوية؛ حيث يبلغ طولها حوالي 109 أمتار، وتصل إزاحتها إلى ما يقارب 3000 طن. هذا الحجم يمنحها ثباتاً وقدرة تشغيلية ممتازة. يمكن للسفينة أن تبحر لأكثر من 3500 ميل بحري وتبقى في مهمة لمدة تصل إلى 15 يوماً دون الحاجة إلى إعادة إمداد مباشرة. ولتحقيق هذه القدرات، تعتمد على نظام دفع هجين يدمج بين محركات الديزل والتوربينات الغازية، مما يمكنها من الوصول إلى سرعات تقارب 30 عقدة. هذه المواصفات تجعلها أصلًا استراتيجياً قادراً على تنفيذ مجموعة واسعة من المهام، بدءاً من الدفاع الجوي ووصولاً إلى حماية خطوط الملاحة ومهام **القدرة البحرية** الاستباقية.
ما هي أهمية استلام فرقاطات فئة ميلجيم لباكستان؟
تعتبر هذه الفرقاطات حجر الزاوية في تحديث القوات البحرية الباكستانية، حيث توفر قدرات حديثة في الدفاع الجوي والحرب المضادة للغواصات، والأهم هو اكتساب الخبرة في بناء السفن الحربية المتطورة محلياً عبر هذا التعاون مع تركيا، مما يقلل الاعتماد على التوريد الخارجي في المستقبل.
ما هي الميزة الرئيسية للتصميم الهندسي لسفينة "ب.ن.س خيبر" مقارنة بالسفن التقليدية؟
الميزة الرئيسية هي التصميم الذي يركز على تقليل المقطع الراداري (Stealth)، مما يجعل السفينة أقل عرضة للاكتشاف بواسطة أجهزة الرادار المعادية، وهذا يعزز من فرص بقائها ونجاحها في الاشتباك أو المراقبة في المناطق المتنازع عليها.
هل تشمل هذه السفينة قدرات لمكافحة الغواصات؟
نعم، تم تجهيز السفينة بشكل خاص بمهام مكافحة الغواصات، حيث تتضمن أنظمة طوربيدات مخصصة لهذا الغرض، بالإضافة إلى السونار المثبت على البدن للكشف الفعال عن التهديدات تحت السطح.
ما هو دور بناء السفن في كراتشي في إطار هذا المشروع؟
بناء بعض الوحدات في كراتشي يمثل نقلة نوعية نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي الصناعي الباكستاني في مجال بناء القطع البحرية المعقدة، بخلاف مجرد استيراد السفن الجاهزة. هذا يضمن استدامة القدرات التقنية للدولة.
كم تبلغ السرعة القصوى التي يمكن أن تصل إليها الفرقاطة؟
بفضل نظام الدفع الهجين الذي يجمع بين الديزل والتوربينات الغازية، تستطيع السفينة بلوغ سرعات تقارب 30 عقدة، مما يمنحها قدرة عالية على المناورة السريعة والاستجابة للتهديدات.
ما هو نطاق الإبحار الذي تتمتع به السفينة؟
تتمتع الفرقاطة بقدرة ممتازة على الإبحار لمسافة تتجاوز 3500 ميل بحري، مما يدعم قدرتها على تنفيذ مهام طويلة الأمد بعيداً عن الموانئ الرئيسية.
الخلاصة الاستراتيجية للتعاون
🔎 إن استلام باكستان لفرقاطة "ب.ن.س خيبر" يمثل أكثر من مجرد إضافة عسكرية؛ إنه شهادة حية على عمق الشراكة الدفاعية الاستراتيجية بين إسلام أباد وأنقرة، ويؤكد على التزام باكستان بتعزيز **القوة البحرية الباكستانية** بامتلاك أحدث تكنولوجيا التخفي والتسليح. هذا المشروع يرسخ مكانة البلدين كقوتين إقليميتين مؤثرتين في مجالات الدفاع والتكنولوجيا البحرية المتقدمة، مما يعد بتعزيز الأمن البحري في المنطقة بشكل عام.
قم بالتعليق على الموضوع