يستخدم المحتالون والجهات الخبيثة استراتيجيات متطورة ومتغيرة باستمرار لسرقة بياناتك الشخصية، كلمات المرور، أو حتى لتثبيت برامج ضارة على أجهزتك. غالبًا ما يعتمد نجاحهم على استغلال الثغرات البشرية أو خداعك للكشف عن معلومات حساسة عبر قنوات الاتصال المختلفة. في هذا المقال، سنستعرض بدقة أنواع المعلومات التي يجب أن ترفض مشاركتها إطلاقًا، سواء عبر البريد الإلكتروني، الرسائل النصية، أو المكالمات الهاتفية، لتعزيز أمانك الرقمي.
- ✅ تجنب مشاركة كلمات المرور أو رموز التعريف الشخصية (PIN) تحت أي ظرف.
- ✅ الحذر الشديد من طلبات رموز التحقق بخطوتين عبر أي وسيلة اتصال غير موثوقة.
- ✅ لا تكشف أبدًا عن أرقام بطاقاتك المصرفية الكاملة أو معلومات الحسابات البنكية.
- ✅ حماية جميع البيانات الشخصية والحساسة التي قد تستخدم لانتهاك خصوصيتك.
قد تتم مشاركة هذه البيانات الحساسة عن طريق الخطأ عبر البريد الإلكتروني، أو تطبيقات المراسلة الفورية مثل واتساب، أو حتى خلال مكالمة هاتفية تبدو عادية. مع التطور الهائل في تقنيات الاحتيال، أصبح الذكاء الاصطناعي اليوم أداة فعالة للمحتالين لإنشاء رسائل ومكالمات مقنعة للغاية تبدو حقيقية، مما يزيد من صعوبة اكتشاف الخدعة.
--- أنواع الرموز أو المعلومات التي يجب عليك عدم مشاركتها مطلقاً عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية أو المكالمات الهاتفية؟
الهدف الأساسي لهذا المقال هو توفير درع حماية لك ضد تكتيكات مجرمي الإنترنت. من الضروري أن تتذكر دائمًا: لا تشارك أبدًا المعلومات التي سنذكرها أدناه. على سبيل المثال، قد يتصل بك شخص ينتحل صفة موظف في البنك الذي تتعامل معه، مدعيًا وجود عملية دفع مشبوهة أو غير مصرح بها، ويطلب منك تأكيد معلومات معينة. هذه المعلومات تحديدًا هي ما يحتاجه المخترقون للوصول إلى حسابك، إجراء تحويلات مالية، وممارسة عمليات الاحتيال الأخرى.
أولاً: كلمات المرور ورموز الوصول
لا شك أن كلمة المرور الخاصة بك هي خط الدفاع الأول والأكثر أهمية. يجب عليك عدم إفشاء هذا النوع من المعلومات لأي طرف كان، حتى لو كانت الرسالة واردة من صديق أو فرد من العائلة يطلب منك الوصول إلى حساب مشترك (مثل منصات البث مثل نتفليكس). في مثل هذه الحالات، يُفضل دائمًا التحقق من هوية المرسل عبر قناة اتصال بديلة وموثوقة (مثل إجراء مكالمة هاتفية بدلًا من الرد على رسالة واتساب)، وتأكد من مشاركة كلمات المرور دائمًا عبر قنوات آمنة وموثوقة عند الضرورة القصوى.
وبالمثل تمامًا لكلمات المرور، ينطبق الأمر على الرموز السرية (PIN) المستخدمة للوصول إلى حسابك البنكي، أو لتأكيد عملية دفع، أو أي رمز سري آخر تستخدمه بشكل يومي. لا تشاركه مع أحد على الإطلاق. يمكنك مراجعة دليلنا حول أفضل ممارسات الأمان الرقمي لتعميق معرفتك.
ثانيًا: رموز التحقق بخطوتين (2FA)
يجب إيلاء اهتمام خاص لرموز التحقق بخطوتين. هذا الرمز هو طبقة أمان إضافية تتطلب إدخاله بجانب كلمة المرور للوصول إلى حسابك البنكي، حسابات التواصل الاجتماعي، أو العديد من المنصات الأخرى. غالبًا ما يكون هذا الرمز قصير الأجل، يتم استقباله عبر رسالة نصية قصيرة (SMS)، ويكون صالحًا لبضع دقائق فقط.
إذا تمكن المخترقون من الحصول على كلمة مرورك الرئيسية، فإن الخطوة التالية غالبًا ما تكون الاتصال بك للحصول على رمز التحقق بخطوتين. قد ينتحلون صفة البنك ويخبرونك أنهم بحاجة إلى التحقق من هويتك كمالك للحساب، ويطلبون منك إدخال رمز الأمان الذي يصلك للتو. هذا الرمز هو المفتاح الذي يحتاجه المخترق لإنهاء عملية الاختراق والسيطرة على حسابك.
ثالثًا: بيانات البطاقات المصرفية وأرقام الحسابات
تُعد أرقام بطاقات البنوك الكاملة أو أرقام الحسابات المصرفية نوعًا آخر من المعلومات شديدة الحساسية التي يجب حمايتها بأقصى درجة. لا تقع في الفخ؛ لا تكشف أبدًا عن هذا النوع من التفاصيل لطرف ثالث، حتى لو كان طلبًا يبدو عاجلًا، فقد يُستخدم ذلك ضدك في عمليات احتيال مالي، أو حتى إذا كانت النية غير خبيثة، فقد يؤدي تسرب هذه البيانات إلى مخاطر أمنية مستقبلية. إذا كنت بحاجة لإجراء تحقق مع جهة موثوقة، مثل فندق قمت بالحجز فيه، يجب أن يقتصر الأمر على آخر أربعة أرقام من بطاقتك المصرفية كحد أقصى، وفقط إذا كنت متأكدًا من وجود سبب مشروع للطلب وتجري العملية في بيئة آمنة تمامًا.
رابعًا: المعلومات الشخصية الحساسة والسرية
يشمل هذا البند أي معلومات تعتبر حساسة أو سرية للغاية. قد تكون هذه المعلومات هي تاريخك الطبي، تفاصيل قضية معينة ناقشتها مع شركة التأمين الخاصة بك، أو حتى عنوانك السكني الكامل وتفاصيل ملكية العقارات. يجب تجنب مشاركة أي بيانات يمكن أن تعرض خصوصيتك للخطر أو تستخدم كأدوات لسرقة الهوية. كن يقظًا جدًا تجاه رسائل البريد الإلكتروني التي تطلب منك ملء نماذج طويلة وتحتوي على طلبات لكثير من التفاصيل الشخصية غير الضرورية لإتمام الخدمة المطلوبة. تعرّف على المزيد حول مخاطر سرقة الهوية الرقمية.
كيف يمكنني التحقق من هوية المتصل إذا ادعى أنه من البنك؟
أفضل طريقة هي إنهاء المكالمة فورًا، ثم الاتصال بالبنك بنفسك باستخدام رقم الهاتف الرسمي الموجود على ظهر بطاقتك المصرفية أو على الموقع الرسمي للبنك. لا تعتمد أبدًا على رقم الهاتف الذي قدمه لك المتصل.
ماذا أفعل إذا شاركت كلمة مروري عن طريق الخطأ؟
إذا شاركت كلمة مرورك عن طريق الخطأ، يجب عليك تغييرها فورًا على الفور في جميع الحسابات التي تستخدم فيها نفس كلمة المرور. قم بتفعيل المصادقة الثنائية (2FA) على الفور، وراقب كشوف حساباتك المصرفية وأنشطتك الرقمية بحثًا عن أي سلوك غير مألوف.
هل مشاركة تاريخ الميلاد آمنة عبر الرسائل النصية؟
تاريخ الميلاد بحد ذاته قد لا يكون كافيًا للاحتيال وحده، ولكنه جزء من المعلومات التي يستخدمها المحتالون لتجميع ملفك الشخصي. يجب تجنب مشاركة أي معلومات شخصية غير ضرورية عبر الرسائل النصية غير المشفرة، خاصة إذا كانت مرتبطة بحسابات مالية.
هل يمكن استخدام أدوات التحقق من سلامة الروابط مفيدًا في هذا السياق؟
بالتأكيد. قبل النقر على أي رابط يُرسل إليك عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل، استخدم أدوات فحص الروابط الآمنة عبر الإنترنت للتأكد من أن الوجهة النهائية ليست موقع تصيد احتيالي (Phishing). هذه الخطوة البسيطة يمكن أن تمنع الكثير من عمليات الاحتيال، ويمكنك البحث عن أدوات أدوات فحص الروابط الآمنة لمزيد من الحماية.
ما هي المعلومات التي يمكنني مشاركتها بأمان نسبيًا؟
يمكن مشاركة المعلومات العامة وغير الحساسة مثل اسمك الكامل (في سياق العمل)، أو عنوان بريد إلكتروني ثانوي، أو أرقام هواتف للتواصل، طالما أنك تثق بالجهة التي تتلقى المعلومات وتفهم الغرض من جمعها.
🔎 في الختام، إن الوعي هو أقوى سلاح ضد محاولات الاحتيال المتزايدة في العصر الرقمي. تذكر دائمًا أن المؤسسات المالية الموثوقة لن تطلب منك أبدًا تزويدهم بكلمات مرورك أو رموز التحقق بخطوتين عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني. كن متشككًا، تحقق دائمًا من المصدر، واحتفظ ببياناتك الشخصية والمالية كأسرار لا يمكن اختراقها لضمان سلامتك المالية والأمنية.

قم بالتعليق على الموضوع