شهد قطاع الطيران الحضري خطوة تاريخية مع إتمام شركة ويسك إيرو (Wisk Aero)، التابعة لعملاق صناعة الطيران بوينغ، أول رحلة ناجحة لطائرتها الكهربائية بالكامل من الجيل السادس (Gen 6) في السادس عشر من ديسمبر 2025 في ولاية كاليفورنيا. هذه اللحظة تمثل نقطة تحول فارقة، إذ تعد هذه الطائرة مرشحة للحصول على شهادة النوع من إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) كمركبة ركاب تعمل بشكل مستقل تماماً دون تدخل بشري مباشر في قمرة القيادة، مما يضعها على مسار تنظيمي فريد في المشهد التنافسي الأمريكي.
- ✅ نجاح أول رحلة لطائرة الجيل السادس الكهربائية بالكامل التابعة لـ ويسك إيرو في كاليفورنيا.
- ✅ الطائرة مصممة لنقل أربعة ركاب بسرعة قصوى تبلغ 222 كم/ساعة على ارتفاعات منخفضة.
- ✅ اعتماد تصميم دفع هجين يعتمد على 12 مروحة كهربائية لتحقيق الإقلاع والهبوط العمودي الفعال.
- ✅ الاعتماد على نظام إشراف أرضي متعدد بدلاً من الطيارين على متن الطائرة، مما يمثل استراتيجية "القيادة الذاتية أولاً".
المواصفات الهندسية والتحول نحو الاستقلالية الكاملة
تم تصميم طائرة الجيل السادس خصيصاً لخدمة التنقل الجوي الحضري (Urban Air Mobility)، وهي قادرة على استيعاب أربعة مسافرين وأمتعتهم الخفيفة. تبلغ سرعة تحليقها المصممة 222 كيلومتراً في الساعة (120 عقدة)، ويمكنها العمل بفاعلية على ارتفاعات تصل إلى 4000 قدم. يعتمد القلب النابض للطائرة على نظام دفع كهربائي متطور يتألف من 12 مروحة؛ حيث تضطلع ست مراوح بمهمة الرفع الرأسي، بينما تعمل الست الأمامية بآلية الإمالة، مما يسمح لها بالتحول من قوة رفع عمودية إلى قوة دفع أفقية للطيران المعتاد. هذه الهندسة المبتكرة تمكن الطائرة من الانتقال من وضع الإقلاع العمودي إلى وضع الطيران الأفقي المدعوم بالأجنحة في غضون 30 ثانية فقط، وهو ما يعزز بشكل كبير من كفاءة استهلاك الطاقة ويضمن استقراراً استثنائياً يعززه تصميم الجناح المرتفع والذيل الخلفي المميز.
السمة الأكثر تميزاً في هذه النسخة هي الإزالة الكاملة لقمرة القيادة ومعدات التحكم اليدوية. وبدلاً من الاعتماد على طيارين على متن المركبة، تعتمد ويسك على نظام إشراف متقدم يتم إدارته من محطات أرضية. في هذا النموذج، يتولى مشرف بشري واحد مسؤولية مراقبة وتوجيه ما يصل إلى ثلاث طائرات في آن واحد، مما يمثل تحولاً جذرياً في نموذج التشغيل.
التركيز على المنطق الحتمي لضمان أعلى مستويات الأمان
فيما يخص معايير السلامة، شددت الشركة على أن نظام الطيران الذاتي لا يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي الاحتمالي (Generative AI). بل ترتكز عملية اتخاذ القرار على خوارزميات منطقية حتمية (Deterministic logic-based algorithms)، والتي تُعد أكثر قابلية للتنبؤ والتحقق. يتم دعم هذه الخوارزميات بشبكة واسعة من أجهزة الاستشعار المصممة للكشف الفوري عن العوائق. الهدف المعلن هو تحقيق معايير أمان تضاهي الطيران التجاري التقليدي، أي الوصول إلى احتمالية خطأ لا تتجاوز واحداً في المليار، وهو إنجاز طموح يتطلب دقة برمجية لا مثيل لها.
تتبنى ويسك استراتيجية واضحة تضع **القيادة الذاتية أولاً**، وهو ما يمثل نقطة تباين جوهرية بينها وبين منافسيها الرئيسيين في السوق مثل جوبي (Joby) وآرشر (Archer). فبينما تسعى الشركتان الأخيرتان نحو التشغيل التجاري الأولي مع الإبقاء على طيار بشري على متن الطائرة، مما يسهل عليهما اجتياز المتطلبات التنظيمية الحالية، اختارت ويسك المسار التنظيمي الأكثر تحدياً وطولاً من خلال الاستغناء عن الطيار منذ اللحظة الأولى. هذا التوجه الاستراتيجي، رغم صعوبته الأولية، يهدف إلى تحقيق وفورات تشغيلية ضخمة على المدى الطويل، مما يضعها في موقع ريادي محتمل لقطاع التاكسي الجوي المستقل تماماً في المستقبل.
ما هو الهدف الأساسي من اختبار طائرة ويسك الجيل السادس؟
الهدف الأساسي هو إثبات جاهزية الطائرة للحصول على شهادة النوع من إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) كمركبة ركاب ذاتية القيادة كلياً، مما يفتح الباب أمام نموذج أعمال مختلف وأكثر كفاءة تشغيلياً مقارنة بالمنافسين الذين يعتمدون على وجود طيار بشري.
كم عدد الركاب الذي تتسع لهم طائرة الجيل السادس وما هي سرعتها القصوى؟
تتسع الطائرة لأربعة ركاب مع أمتعتهم، وتبلغ سرعة تحليقها القصوى المصممة 222 كيلومتراً في الساعة (120 عقدة).
ما هو الفرق الجوهري في نظام الطيران الذاتي بين ويسك والمنافسين؟
الفرق الجوهري يكمن في أن ويسك تعتمد على خوارزميات منطقية حتمية (Deterministic logic) لضمان الأمان، بينما يميل بعض المنافسين إلى نماذج قد تعتمد على الذكاء الاصطناعي الاحتمالي، بالإضافة إلى أن ويسك تستهدف القيادة الذاتية الكاملة من البداية.
كيف تتم إدارة عمليات الطائرة ذاتية القيادة؟
تتم إدارة العمليات عبر نظام إشراف بشري من محطات أرضية، حيث يتولى مشرف واحد مراقبة وتوجيه ما يصل إلى ثلاث طائرات في وقت واحد.
ما هي الميزة طويلة الأمد لاستراتيجية القيادة الذاتية أولاً التي تتبعها ويسك؟
تهدف استراتيجية "القيادة الذاتية أولاً" إلى تحقيق خفض كبير في التكاليف التشغيلية على المدى الطويل، مما يعزز من تنافسيتها في سوق التاكسي الجوي المستقبلي.
🔎 يمثل نجاح رحلة ويسك إيرو الجيل السادس إعلاناً واضحاً عن اقتراب عصر التنقل الجوي الحضري المستقل تماماً. وبينما تتسابق الشركات لتأمين موطئ قدم في هذا القطاع الواعد، فإن اختيار ويسك للمسار التنظيمي الأكثر صرامة (القيادة الذاتية المطلقة) يضعها في سباق مختلف، سباق لا يتعلق بالسرعة في الترخيص الأولي، بل بوضع الأسس الأكثر أماناً واستدامة لخدمة النقل الجوي في المدن الكبرى مستقبلاً.
قم بالتعليق على الموضوع