كشفت شركة Overview Energy الأمريكية عن رؤية رائدة تهدف إلى تحويل مستقبل الطاقة عبر مشروع جريء يتمثل في تزويد كوكب الأرض بطاقة شمسية نظيفة ومستدامة يتم جمعها من الفضاء الخارجي. تعتمد هذه التقنية المبتكرة على نشر أساطيل من الأقمار الصناعية العملاقة في المدار، والتي ستقوم بجمع الطاقة الشمسية وإرسالها إلى محطات الاستقبال على الأرض باستخدام حزم ليزر دقيقة وموجهة.
- ✅ تهدف الشركة إلى نشر مصفوفات شمسية في المدار الجغرافي الثابت (GEO) لضمان التعرض المستمر لأشعة الشمس دون انقطاع ليلي أو تأثيرات جوية.
- ✅ أُجري اختبار ميداني ناجح أثبت إمكانية نقل الطاقة لاسلكياً لمسافة 5 كيلومترات باستخدام الليزر مع الحفاظ على دقة التوجيه رغم حركة منصة الإرسال (طائرة).
- ✅ تستخدم التقنية موجات ليزر آمنة ذات كثافة منخفضة من الأشعة تحت الحمراء المتوافقة مع الألواح الشمسية التجارية القائمة.
- ✅ جمعت الشركة تمويلاً أولياً بقيمة 20 مليون دولار، مع خطط لإطلاق قمر صناعي تجريبي في عام 2028.
تتمحور استراتيجية Overview Energy حول الاستفادة من السطوع الشمسي الثابت في المدار الجغرافي الثابت، الذي يقع على ارتفاع يناهز 36,000 كيلومتر، لضمان توليد طاقة متواصلة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. هذا يمثل حلاً جذرياً لتقطّع الطاقة الشمسية الأرضية المرتبط بالليل والطقس.
تفاصيل الاختبار الميداني وتأكيد الجدوى الهندسية
لإثبات صلاحية هذه التقنية المعقدة قبل الانتقال إلى بيئة الفضاء، نفذت الشركة مؤخراً تجربة ميدانية رائدة. خلال هذا الاختبار، حلقت طائرة من طراز Cessna Caravan مزودة بنظام ليزر وبصريات متقدمة، وقامت بإرسال حزمة من أشعة الليزر تحت الحمراء باتجاه محطة استقبال أرضية تبعد عنها مسافة 5 كيلومترات. وقد أظهر النظام قدرة فائقة على تثبيت الشعاع بدقة متناهية على الألواح الشمسية الأرضية، متغلبًا على تحدي الحركة المستمرة لمنصة الإرسال. هذا النجاح يمثل دليلاً قوياً على إمكانية التعامل مع تحديات التوجيه والاستهداف التي ستواجهها الأقمار الصناعية في المدارات العالية.
تتميز تقنية Overview Energy باستخدام موجات ليزر آمنة ذات كثافة منخفضة تقع ضمن نطاق الأشعة تحت الحمراء القريبة. اللافت في الأمر هو توافق هذه الموجات مع الألواح الشمسية التقليدية المستخدمة حاليًا في محطات الطاقة الشمسية التجارية. هذا التوافق يلغي الحاجة إلى تطوير بنية تحتية استقبال جديدة ومكلفة على الأرض؛ فبدلاً من ذلك، يمكن توجيه الطاقة الفائضة من الفضاء ليلاً مباشرة إلى مزارع الطاقة الشمسية القائمة، مما يحولها إلى محطات طاقة تعمل بكامل طاقتها على مدار الـ 24 ساعة.
حتى الآن، تمكنت الشركة من تأمين تمويل أولي بقيمة 20 مليون دولار لدعم جهود البحث والتطوير اللازمة لأنظمتها المعقدة. ويتبع الفريق جدولاً زمنياً طموحاً، حيث من المقرر إطلاق قمر صناعي تجريبي إلى المدار الأرضي المنخفض (LEO) في عام 2028، وذلك بهدف اختبار كفاءة النظام في بيئة الفضاء الفعلية. يمكنكم الاطلاع على المزيد من التفاصيل حول مشاريع الطاقة الفضائية عبر البحث عن الطاقة الفضائية.
الجدول الزمني والسباق نحو التشغيل التجاري
تخطط Overview Energy لبدء مرحلة التشغيل التجاري الكامل بحلول عام 2030، مستهدفة نقل أول حزمة طاقة بقدرة ميغاواط من المدار الجغرافي الثابت. هذا الهدف يضعها في قلب سباق عالمي محموم مع شركات ناشئة طموحة أخرى مثل Aetherflux و Star Catcher و Reflect Orbital، وكلها تسعى لتأمين مكانتها في سوق الطاقة الفضائية الناشئة.
على الرغم من العقبات الهندسية والاقتصادية الضخمة التي لا يمكن تجاهلها – وأبرزها التكاليف الباهظة للإطلاق الفضائي والحاجة إلى تصنيع مئات الأقمار الصناعية الضخمة – فإن النجاح الذي تحقق في هذا الاختبار الجوي يمثل دفعة معنوية هائلة. إنه يعزز الثقة في فكرة الطاقة الفضائية كحل مستدام وضروري لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الكهرباء، خصوصاً مع التوسع الهائل في مراكز البيانات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تتطلب مصادر طاقة موثوقة وغير متقطعة. إن الاستثمار في هذا المجال يمثل استثماراً في مستقبل الإمداد بالطاقة النظيفة، ويدعم جهود البحث عن حلول مثل حلول مستدامة لشبكات الكهرباء.
ما هي الميزة الأساسية لوضع الألواح الشمسية في المدار الجغرافي الثابت (GEO)؟
الميزة الرئيسية هي ضمان سطوع شمسي دائم ومستمر للألواح، حيث لا تتعرض هذه المنطقة لتأثيرات الليل أو التقلبات الجوية الشديدة التي تؤثر على محطات الطاقة الشمسية الأرضية، مما يتيح توليد الطاقة على مدار 24 ساعة في اليوم.
هل الطاقة المنقولة عبر الليزر آمنة للاستخدام على الأرض؟
نعم، تؤكد الشركة أن التقنية تستخدم موجات ليزر آمنة وذات كثافة منخفضة ضمن طيف الأشعة تحت الحمراء القريبة، وهي مصممة لتكون متوافقة مع الألواح الشمسية التجارية القائمة دون التسبب في مخاطر بيئية أو تشغيلية.
ما هو الهدف الزمني لإطلاق أول قمر صناعي تجريبي؟
تخطط Overview Energy لإطلاق قمرها الصناعي التجريبي إلى المدار الأرضي المنخفض (LEO) في عام 2028 لاختبار النظام في بيئة الفضاء الحقيقية قبل الانتقال إلى التشغيل التجاري الكامل في عام 2030.
ما هي التحديات الرئيسية التي تواجه هذا المشروع العملاق؟
تشمل التحديات الكبرى التكاليف المرتفعة لعمليات الإطلاق الفضائي، والحاجة إلى تطوير وتصنيع مئات الأقمار الصناعية العملاقة ذات الكفاءة العالية اللازمة لتوفير قدرات طاقة تجارية.
هل يمكن استخدام هذه التقنية لدعم محطات الطاقة الشمسية الموجودة حالياً؟
نعم، أحد أهم جوانب المشروع هو أن الليزر المستخدم متوافق مع الألواح الشمسية التجارية الحالية، مما يسمح بتوجيه الطاقة الفائضة من الفضاء ليلاً إلى المزارع الشمسية الأرضية لتحويلها إلى محطات تعمل على مدار الساعة.
🔎 إن مشروع Overview Energy يمثل قفزة نوعية في سعي البشرية نحو تأمين مستقبل طاقي مستدام، حيث يمثل دمج تقنيات الليزر المتقدمة مع البنية التحتية الفضائية حلاً واعداً لمشكلة انقطاع الطاقة وتزايد الحاجة إلى كهرباء نظيفة وموثوقة لتغذية الاقتصادات الرقمية الحديثة. ورغم التحديات الهائلة، فإن نجاح الاختبارات الأولية يشير إلى أننا قد نشهد فصلاً جديداً في مجال توليد الطاقة خلال العقد القادم.
قم بالتعليق على الموضوع