وصف المدون

مبتكر مبسط

إعلان الرئيسية

يقع الكثيرون في فخ الخلط بين مصطلحي "الإنترنت" و"الويب"، حيث يُستخدمان أحيانًا كمرادفين، لكن الحقيقة تكشف عن تباين جوهري بينهما. لفهم هذا الفرق، تخيل أن الإنترنت هو شبكة الطرق والمواصلات الشاسعة التي تربط المدن، بينما الويب هو المتاجر والمباني التفاعلية التي تقام على طول هذه الطرق وتُتيح لك الوصول إلى الخدمات والمعلومات.



  • الإنترنت هو الأساس التقني: يمثل البنية التحتية المادية والبروتوكولات التي تسمح للبيانات بالانتقال عبر الأجهزة المتصلة عالميًا، ويعود تاريخه إلى الستينيات كمشروع عسكري وعلمي (ARPANET).
  • الويب هو التطبيق الخدمي: هو نظام المعلومات المترابط الذي يعمل فوق الإنترنت، ويعتمد على الروابط التشعبية (Hyperlinks) لربط الصفحات والمحتوى المتنوع.
  • الابتكار المحوري: جاء اختراع الويب في عام 1989 على يد تيم بيرنرز لي ليجعل الإنترنت، الذي كان مقتصراً على الأوامر النصية المعقدة، قابلاً للاستخدام الجماهيري عبر واجهات رسومية سهلة التصفح.
  • الخدمات غير المرتبطة بالويب: لا يزال الإنترنت يدعم خدمات أساسية لا تعتمد على تصفح صفحات الويب، مثل تطبيقات البريد الإلكتروني القديمة وبعض بروتوكولات نقل الملفات.
صورة توضيحية تفرق بين الإنترنت والويب

نشأة الإنترنت: مشروع عسكري يحول العالم

بدأت قصة الإنترنت قبل وقت طويل من ظهور الويب، وتحديداً في أواخر الستينيات من القرن الماضي. لم يكن الهدف منه الترفيه أو التجارة، بل كان مشروعاً استراتيجياً وعلمياً بحتاً نشأ في كواليس وزارة الدفاع الأمريكية تحت اسم "أربانت" (ARPANET). كان الهدف الأسمى هو بناء شبكة اتصالات لا مركزية، قادرة على الصمود في وجه أي ضربة محتملة خلال الحرب الباردة، بحيث تضمن استمرارية الاتصال بين الحواسيب العملاقة في المراكز البحثية والجامعات حتى لو تعطلت أجزاء منها.

في تلك المرحلة المبكرة، كان مستخدمو الإنترنت محصورين ضمن فئة العلماء والمهندسين العسكريين. كان التفاعل يتم عبر واجهات نصية بسيطة، حيث تُكتب الأوامر البرمجية المعقدة لتبادل الرسائل النصية أو نقل الملفات بين الأجهزة. في جوهره، كان **الإنترنت** هو البنية التحتية المجردة؛ أي مجموعة البروتوكولات (قواعد الاتصال) والكابلات المادية التي تضمن أن جهاز كمبيوتر في موقع ما يمكنه التحدث مع جهاز آخر في موقع بعيد. كان عالماً تقنياً بحتاً، صعب الولوج إليه بدون معرفة متخصصة.

ثورة الويب: كيف أصبح العالم مرئياً وقابلاً للنقر

جاء التحول الجذري في عام 1989 بفضل العبقري البريطاني تيم بيرنرز لي، الفيزيائي الذي كان يعمل في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (CERN) في سويسرا. كان يواجه تحدياً تنظيمياً كبيراً يتمثل في صعوبة ربط الأبحاث والمعلومات المشتتة عبر أجهزة مختلفة. كانت الحل هو ابتكار الويب (World Wide Web) ليعمل كطبقة خدمات متقدمة فوق شبكة الإنترنت القائمة بالفعل.

تمحورت عبقرية الويب حول مفهوم بسيط ولكنه ثوري: تحويل المعلومات إلى صفحات مترابطة يمكن التنقل بينها بسهولة عبر ما يعرف بـ "الروابط التشعبية" (Hyperlinks). لم يعد المستخدم بحاجة إلى كتابة أوامر معقدة؛ بل أصبح النقر على كلمة أو صورة ينقله مباشرة إلى محتوى ذي صلة، بغض النظر عن موقعه الجغرافي. قام بيرنرز لي بتطوير المتصفح الأول، ولغة HTML لتصميم هذه الصفحات، وبروتوكول HTTP لنقلها بكفاءة.

بفضل هذه الإضافات، تحول الإنترنت من مجرد نصوص سوداء إلى فضاء بصري حيوي يضم الصور والفيديو والصوت، مما جعل تصفح المعلومات أشبه بتصفح مجلة تفاعلية لا نهائية. الويب هو القوة التي فتحت أبواب الإنترنت أمام عامة الناس، مُتجاوزة حدود المبرمجين والباحثين.

الخلاصة التشغيلية: البنية التحتية مقابل الخدمة

لتبسيط الأمر، يمكن القول أن الإنترنت هو شبكة النقل العالمية، وهو المكون المادي الذي يشمل مليارات الكابلات الضوئية والألياف الممتدة تحت البحار، وأجهزة التوجيه (الراوترات) التي تحافظ على تدفق البيانات بين الأجهزة المتصلة حول الكوكب.

في المقابل، فإن الويب هو المحتوى والخدمات التي نستهلكها عبر هذا النقل؛ أي مليارات المواقع والتطبيقات (مثل محرك جوجل أو منصات التواصل الاجتماعي) التي نتفاعل معها عبر برامج التصفح (كـ كروم أو فايرفوكس).

الويب لا يمكن أن يوجد بدون الإنترنت؛ فهو يعتمد كلياً على تلك البنية التحتية ليعمل. ومع ذلك، يمكن للإنترنت أن يدعم خدمات أخرى غير الويب، مثل تطبيقات البريد الإلكتروني التقليدية أو بعض بروتوكولات الألعاب والاتصالات الخاصة التي لا تمر بالواجهة الرسومية للمتصفح. ببساطة، الإنترنت هو الطريق، والويب هو حركة المرور والمباني التي نستخدمها على هذا الطريق.

ما هو الدور الأساسي الذي لعبه مشروع ARPANET؟

كان الدور الأساسي لمشروع ARPANET هو إنشاء شبكة اتصالات لامركزية وموثوقة للغاية لضمان استمرارية نقل البيانات بين المراكز البحثية والأكاديمية في الولايات المتحدة، حتى في حال تعرض جزء من الشبكة للتلف أو الهجوم، مما يمثل النواة الأولى لما نعرفه اليوم بالإنترنت.

من هو الشخص الذي يُنسب إليه الفضل في اختراع شبكة الويب العالمية؟

الشخص الذي يُنسب إليه الفضل في اختراع شبكة الويب العالمية (World Wide Web) هو العالم الفيزيائي البريطاني تيم بيرنرز لي، أثناء عمله في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (CERN) في عام 1989.

هل يمكن للإنترنت أن يعمل بدون الويب؟

نعم، يمكن للإنترنت أن يعمل بدون الويب. فالإنترنت هو شبكة النقل الأساسية، وهناك خدمات عديدة مثل بعض تطبيقات البريد الإلكتروني ونقل الملفات (FTP) تستخدم بنية الإنترنت التحتية دون أن تكون جزءاً من نظام الويب القائم على الصفحات والروابط التشعبية.

ما هي التقنيات الثلاث الرئيسية التي اخترعها بيرنرز لي لتشغيل الويب؟

التقنيات الرئيسية التي اخترعها بيرنرز لي لتشغيل الويب هي لغة ترميز النص التشعبي (HTML)، وبروتوكول نقل النص التشعبي (HTTP)، وبرنامج المتصفح (Browser) الذي يسمح بعرض هذه الصفحات.

ما هو الفرق الجوهري بين البروتوكول (HTTP) والشبكة (الإنترنت)؟

الإنترنت هو البنية التحتية المادية والبروتوكولات الأساسية للربط، بينما HTTP هو بروتوكول محدد (قاعدة محددة) يستخدمه الويب لنقل صفحات المعلومات عبر تلك البنية التحتية للإنترنت، أي أن HTTP هو جزء من كيفية عمل الويب فوق الإنترنت.

🔎 في الختام، يظل التفريق بين الإنترنت والويب أمراً بالغ الأهمية لفهم كيفية عمل عالمنا الرقمي. الإنترنت هو الشريان الحيوي غير المرئي الذي يضخ البيانات، بينما الويب هو المحتوى الغني والتطبيقات التي نراها ونستخدمها يومياً، وكلاهما تكاملت خدمتهما لإنشاء التجربة الرقمية الشاملة التي نعتمد عليها اليوم، وهو ما يتطلب فهماً أعمق لكيفية تفاعل هذه الطبقات التقنية.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

قم بالتعليق على الموضوع

إعلان وسط الموضوع

ad

إعلان أخر الموضوع

Ad
Back to top button