أداة "هاني" (Honey)، المملوكة لشركة باي بال (PayPal)، تواجه موجة من الانتقادات الحادة خلال العام الماضي بسبب ممارساتها المشبوهة تجاه منشئي المحتوى وعملائها على حد سواء. ومع استمرار ملايين المستخدمين في إلغاء تثبيت التطبيق، يكشف تحليل جديد كيف أن "هاني" ربما تكون قد تعاملت بطرق مريبة مع بيانات المستخدمين، مما أضر بالشركات الصغيرة أيضاً.
- ✅ اتهامات سابقة بإساءة استخدام أكواد التسويق بالعمولة وسرقة الإسناد من المبدعين عبر الإنترنت.
- ✅ اكتشاف أن الأداة كانت تخفي أكواد خصم متفق عليها مع الشركاء دون علم المستخدمين.
- ✅ خسارة "هاني" ما يقرب من 7 ملايين مستخدم على متصفح جوجل كروم وحده بسبب هذه السلوكيات.
- ✅ الكشف عن جمع كميات هائلة من بيانات التصفح الشخصية للمستخدمين، بما يتجاوز بيانات التسوق المعتادة.
منذ حوالي عام، واجهت إضافة هاني اتهامات علنية باستغلال أكواد التسويق بالعمولة عبر سحب الإسناد من منشئي المحتوى عبر الإنترنت. أثار هذا غضباً واسعاً بين المؤثرين، لكن القصة الأكبر كشفت أن الإضافة كانت تتصرف بخبث، حيث كانت تخفي أكواد الخصم التي لا يرغب شركاؤها في رؤيتها من قبل المستخدمين.
في الأشهر التي تلت ذلك، فقدت "هاني" حوالي 7 ملايين مستخدم على جوجل كروم فقط، مما دفع جوجل إلى إجراء تغييرات في السياسات تستهدف السلوك المشبوه الذي ثبت تورط "هاني" فيه، الأمر الذي أدى بدوره إلى قيام "هاني" بإجراء تعديلات على سلوكها.
بالانتقال إلى الوقت الحاضر، تم إصدار "الجزء الثاني" من التحقيق الأصلي الذي نشره حساب MegaLag، والذي يقدم مجموعة جديدة من الاتهامات الخطيرة.
تأثير "هاني" على الأعمال الصغيرة وجمع البيانات الشخصية
يتناول الفيديو الجديد مجموعة كاملة من الاتهامات الجديدة، بدءاً من كيفية تأثير "هاني" على الشركات الصغيرة. ويوضح الفيديو أن "هاني" تقوم بكشط أكواد الخصم الخاصة التي من المفترض أن تظل سرية، ومشاركتها مع قاعدة مستخدميها بالكامل، دون علم المستخدم الأصلي. والأسوأ من ذلك، أن بعض الشركات كشفت أن "هاني" رفضت إزالة تلك الأكواد الخاصة إلا إذا دخلت الشركة في شراكة مباشرة مع "هاني".
لكن الأكثر تأثيراً على المستخدمين النهائيين هو أن "هاني" قامت بجمع كميات هائلة من بيانات مستخدمي كروم. التفاصيل تشير إلى أن "هاني" تجمع الكثير من البيانات الشخصية، متجاوزة مجرد بيانات التسوق.
في إحدى المراحل، قامت أمازون حتى بنشر تحذير على موقعها لمستخدمي "هاني" تصف فيه الإضافة بأنها "مخاطرة أمنية"، متهمة الإضافة بجمع بيانات حول "سلوك التسوق الخاص بك". وفي حين لا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت "هاني" تبيع بيانات المستخدمين، فقد وجدت منظمة Datarequests.org أن "هاني" تتتبع الكثير من بيانات المستخدمين، بما في ذلك الطوابع الزمنية، والموقع، وعنوان URL للصفحات التي تمت زيارتها، والمزيد من البيانات، وكل ذلك يُنسب إلى معرفات مستخدمين محددة. وهذا يشمل ليس فقط بيانات التسوق، بل بيانات التصفح العامة أيضاً، طالما أن تلك الصفحات الأخرى مرتبطة بنطاق مصنف على أنه "موقع تسوق عبر الإنترنت".
وجد التحقيق أن "هاني" جمعت معلومات كافية لتكوين صورة كاملة عن مستخدم ما خلال ثلاثة أشهر تقريباً؛ فقد رصدت مشاهدة دليل إصلاح على iFixit، وتتبع شحنة من AliExpress عدة مرات قبل فتح نزاع، والبحث عن أماكن إقامة "منزل كامل" أو فنادق في برلين على Airbnb، وزيارة صفحة دعم لفتح قفل آيفون على موقع آبل، ومشاهدة فيلم وثائقي محدد على CuriousityStream بعد التسجيل عبر رابط تابع من توم سكوت على يوتيوب، واسترداد رمز لعبة على Steam، وزيارة صفحة دعم لبرنامج Premiere Pro على موقع أدوبي، وغير ذلك الكثير. كما احتوت بيانات هذا المستخدم على معلومات تفيد بامتلاكه حساب AWS وعرض ملفاً معيناً داخله.
كما ذُكر، هذه كمية هائلة من البيانات الشخصية. وتم العثور على نفس المستوى من جمع البيانات الشخصية لمستخدم ثانٍ لم يقم بإنشاء حساب "هاني" على الإطلاق، واكتفى بتثبيت واستخدام إضافة "هاني" على متصفحه فحسب.
تجدر الإشارة إلى أن هذا التحقيق نُشر في عام 2020، أي قبل بدء المزيد من الجدالات ضد "هاني"، وبعد استحواذ باي بال على الشركة مقابل 4 مليارات دولار في أوائل عام 2020. لمزيد من التفاصيل حول هذا الاستحواذ الهام، يمكنكم زيارة الموقع الرسمي لـ باي بال.
في سياسة الخصوصية الخاصة بها، تذكر "هاني" أنها "قد تكشف عن معلوماتك الشخصية بموافقتك أو بالطرق التي تتوقعها"، لكنها تنفي صراحة أنها "تبيع المعلومات الشخصية لأطراف ثالثة مقابل المال". ومع ذلك، قد تتم مشاركة البيانات مع "مقدمي الخدمات" مثل الشركات التي تتعاون معها "هاني"، بما في ذلك الشركة الأم باي بال.
في غضون ذلك، تستمر "هاني" في فقدان المستخدمين. في يوليو 2025، لاحظنا أن عدد مستخدمي "هاني" على كروم انخفض إلى 14 مليوناً. وقد تذبذب الرقم في الأشهر التي تلت ذلك، لكنه وصل الآن إلى 13 مليوناً، بانخفاض يزيد عن 8 ملايين مستخدم منذ ذروته في عام 2024.

يمكن الاطلاع على فيديو MegaLag بالكامل على يوتيوب، والذي يتناول ممارسات مشبوهة أخرى مثل الإعلان المباشر عن "هاني" للأطفال.
ومن الجدير بالذكر أن الجدل المحيط بـ "هاني" التابعة لباي بال أدى إلى رفع العديد من الدعاوى القضائية، خاصة فيما يتعلق بالإيرادات المفقودة نتيجة استحواذ "هاني" على رموز التسويق بالعمولة الخاصة بالمنشئين/المؤثرين/الناشرين، والتي تم رفضها لاحقاً في المحكمة.
ما هي أبرز الاتهامات الموجهة ضد "هاني" مؤخراً؟
تتركز الاتهامات الحديثة حول قيام "هاني" بكشط أكواد الخصم الخاصة بالشركات الصغيرة ومشاركتها مع جميع المستخدمين، بالإضافة إلى جمع كميات ضخمة من بيانات التصفح الشخصية للمستخدمين، وليس فقط بيانات التسوق.
هل تبيع "هاني" بيانات المستخدمين مقابل المال؟
تنص سياسة الخصوصية الخاصة بـ "هاني" على أنها لا تبيع المعلومات الشخصية لأطراف ثالثة مقابل المال، لكنها تشير إلى إمكانية مشاركة البيانات مع "مقدمي الخدمات"، بما في ذلك الشركة الأم باي بال، وبموافقة المستخدم أو بالطرق المتوقعة.
ما هو تأثير هذه الفضائح على قاعدة مستخدمي "هاني"؟
أدت هذه الفضائح إلى تراجع كبير في أعداد مستخدمي "هاني" على متصفح جوجل كروم، حيث انخفض العدد إلى حوالي 13 مليون مستخدم، بعد أن كان يبلغ ذروته أكثر من 21 مليون مستخدم في عام 2024.
هل تم اتخاذ إجراءات قانونية ضد "هاني"؟
نعم، أدت ممارسات "هاني" المتعلقة بالاستحواذ على رموز التسويق بالعمولة الخاصة بالمؤثرين إلى رفع عدة دعاوى قضائية ضدها، رغم أن بعض هذه الدعاوى قد تم رفضها لاحقاً في المحاكم.
🔎 في الختام، تبرز هذه القضايا المخاطر الكامنة في استخدام إضافات المتصفح التي تتطلب صلاحيات واسعة للوصول إلى بيانات التصفح. إن تزايد الكشف عن ممارسات جمع البيانات الشاملة، حتى من قبل الأدوات التي تبدو مفيدة مثل "هاني"، يدفع المستخدمين والمنظمين على حد سواء لإعادة تقييم الثقة الممنوحة لهذه التقنيات، مما يؤكد أهمية مراجعة سياسات الخصوصية بعناية فائقة قبل اتخاذ قرار التثبيت والاستخدام.
قم بالتعليق على الموضوع