يثير السؤال حول إمكانية استخدام الهواتف المحمولة داخل السجون فضول الكثيرين، سواء كانوا على صلة بأشخاص يقضون عقوباتهم هناك، أو متابعين للأخبار، أو مجرد مهتمين بتفاصيل الحياة خلف القضبان. في المقابل، تتواتر الأنباء عن مصادرة هذه الأجهزة أو اعتبارها غير صالحة للاستخدام، مع فرض عقوبات على المخالفين. هذا التضارب في المعلومات يجعلنا نتساءل بجدية: هل يُسمح فعلاً بحيازة أو استخدام هاتف محمول داخل السجن أم لا؟
- ✅ القاعدة العامة تمنع حيازة أو استخدام الهواتف المحمولة داخل السجون لأسباب أمنية وتنظيمية.
- ✅ مخالفة هذه القاعدة تُعد انتهاكاً تأديبياً جسيماً، وقد تؤدي إلى عقوبات إدارية مثل الحرمان من الامتيازات الترفيهية.
- ✅ استخدام الهاتف في أنشطة غير قانونية (كالتهديد أو التخطيط لجرائم) قد يؤدي إلى تشديد العقوبة الأصلية.
- ✅ الاستثناء الوحيد الملحوظ هو السماح بها في بعض السجون المفتوحة تحت شروط صارمة.
على الرغم من وجود قصص عن سجناء يتمكنون من استخدام الهواتف الذكية لإجراء مكالمات فيديو أو حتى إنجاز بعض الأعمال عبر الإنترنت، فإن الحقيقة القانونية والتنظيمية تفرض قيوداً صارمة. النقطة المحورية التي يجب فهمها هي أن استخدام الهاتف المحمول في السجن، بشكل عام، محظور تماماً. هذا الحظر ليس مجرد إجراء روتيني، بل هو جزء أساسي من بروتوكولات الأمن الداخلي والحفاظ على النظام العام داخل المنشأة الإصلاحية.
لطالما كان تقييد الهواتف المحمولة داخل السجون أمراً ضرورياً بسبب المخاطر الأمنية التي تشكلها. ورغم عدم وجود نص قانوني محدد يصنف حيازة الهاتف كـ "جريمة" بحد ذاتها، إلا أن هذا الفعل يعد مخالفة تأديبية بالغة الخطورة. إذا تم ضبط الجهاز، يتم مصادرته فوراً، ويواجه السجين عقوبات صارمة. هذه العقوبات قد تتراوح بين الحرمان من الزيارات أو الأنشطة الترفيهية المشتركة، وقد تتفاقم الأمور إذا أُثبت أن الهاتف استُخدم لارتكاب أنشطة غير قانونية أو لتهديد الآخرين، مما قد يؤدي إلى تمديد مدة قضاء العقوبة أو نقله إلى سجن ذي إجراءات أمنية مشددة.
المخاطر الأمنية وأساليب التهريب الشائعة
يتجاهل العديد من النزلاء هذه القواعد الصارمة، مدفوعين بالرغبة في التواصل مع العالم الخارجي أو تسهيل أنشطة غير مشروعة. ولهذا السبب، نتابع باستمرار التقارير الإخبارية التي تتحدث عن إحباط محاولات تهريب آلاف الهواتف المحمولة، خاصة تلك الأجهزة الصغيرة التي يسهل إخفاؤها وإدخالها عبر الزوار أو حتى عبر محاولات اختراق أمنية للمباني. إن محاربة هذه الظاهرة تتطلب يقظة مستمرة من قبل إدارة السجون.
الاستثناء الأبرز الذي يسمح بوجود الهواتف المحمولة يقتصر على النزلاء المقيمين في ما يُعرف بـ السجون المفتوحة، وهم عادة من يقضون الجزء الأخير من عقوبتهم أو يتاح لهم نظام الإفراج المشروط المتقدم (الدرجة الثالثة). حتى في هذه الحالات، يخضع السجناء لقواعد صارمة ومحددة بشأن نوع الجهاز وكيفية استخدامه، وأي خرق لهذه القواعد يعرضهم للحرمان من هذا الامتياز فوراً.
ما هي العقوبة التأديبية المترتبة على حيازة هاتف محمول في سجن مغلق؟
تُعتبر حيازة هاتف محمول في سجن يخضع لنظام أمني مغلق مخالفة تأديبية خطيرة. العقوبات لا تشمل بالضرورة زيادة في مدة السجن ما لم يُستخدم الهاتف في جريمة جديدة، ولكنها تشمل عادةً الحرمان من العديد من الامتيازات الأساسية مثل الأنشطة الترفيهية المشتركة، أو تقييد أوقات الزيارة، أو حتى النقل إلى زنزانة انفرادية لحين انتهاء التحقيقات الإدارية.
هل يمكن استخدام الهواتف المحمولة لأغراض عمل أو دراسة داخل السجن؟
بشكل عام، لا يُسمح بذلك في السجون التقليدية. الدخول إلى الإنترنت أو استخدام تطبيقات العمل والدراسة يتطلب جهازاً متصلاً، وهو ما يخضع لحظر صارم. الاستثناءات نادرة جداً وتكون مقتصرة على برامج تأهيلية محددة جداً في مؤسسات إصلاحية ذات طبيعة خاصة، وتكون تحت رقابة إلكترونية مشددة للغاية، وليست باستخدام هاتف شخصي عادي.
ما الفرق بين اعتبار حيازة الهاتف جريمة أو مخالفة تأديبية؟
الفرق جوهري؛ فاعتبارها مخالفة تأديبية يعني أن العقوبة تقع تحت سلطة إدارة السجن وتتعلق بامتيازات النزيل داخل المؤسسة (مثل الحرمان من الخروج أو الترفيه). أما اعتبارها جريمة، فيحدث إذا استُخدم الهاتف لارتكاب فعل جديد خارج نطاق المخالفة التأديبية، مثل التهديد، أو التنسيق لعمل إجرامي، مما يستدعي فتح ملف قضائي جديد يزيد من مدة العقوبة الأصلية.
🔎 في الختام، يتضح أن استخدام أو حيازة الهواتف المحمولة داخل أغلب السجون هو أمر محظور بشكل قاطع، ويُعاقب عليه تأديبياً، مع تداعيات أشد خطورة إذا تم استغلال الجهاز في أنشطة إجرامية. الالتزام بالقواعد الأمنية هو السبيل الوحيد للحفاظ على أي امتيازات قد يتمتع بها السجين، وتُعد محاولات التهريب دليلاً على استمرار التحدي الأمني الذي تواجهه الأنظمة الإصلاحية حول العالم في محاولة ضبط الاتصال الخارجي.
قم بالتعليق على الموضوع